طهران تحذّر من "مقاربات استفزازية" بشأن المسيّرات في أوكرانيا
أربيل (كوردستان 24)- حذّرت إيران اليوم السبت، الدول الأوروبية من "مقاربات استفزازية" حيالها بعد مطالبة عدد منها الأمم المتحدة بالتحقيق في شأن استخدام روسيا مسيّرات إيرانية الصنع ضد أوكرانيا.
وطالبت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا الجمعة المنظمة الدولية بتحقيق "محايد" بشأن هذه الطائرات، في أعقاب فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على الجمهورية الإسلامية على خلفية هذه المسألة.
وسبق لطهران أن نفت تزويد موسكو أسلحة لاستخدامها في الحرب، بينما اعتبرت الخارجية الروسية الاتهامات الغربية مسعى لـ"الضغط" على إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر المقاربات الاستفزازية الراهنة للاتحاد الأوروبي وبريطانيا جزءا من سيناريو سياسي مستهِدف" لها.
ووصف كنعاني في بيان التحركات الأوروبية الأخيرة بأنها "مدمِّرة"، مشددا على أن طهران "تحتفظ بحق الرد على أي إجراء غير مسؤول في سياق دعم المصالح الوطنية وضمان حقوق الشعب" ولن تترد في الدفاع عن مصالحها.
وكرر المتحدث موقفه بلاده "الرافض بقوة فرض العقوبات تحت ذرائع واهية لا أساس لها بشأن استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب الأوكرانية والمزاعم المطروحة في بيان ألماني وفرنسي وبريطاني مشترك بهذا الشأن".
وكانت الرسالة المشتركة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس والموجهة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعت الى "تحقيق من جانب فريق الأمانة العامة للأمم المتحدة المسؤول عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2231"، مبدية استعدادها "لدعم عمل الأمانة العامة لإجراء تحقيقها التقني وغير المتحيز".
ويرى الأميركيون والأوروبيون أن تزويد إيران روسيا طائرات مسيّرة، يعدّ انتهاكا لقرار مجلس الأمن الرقم 2231 الذي وضع الإطار القانوني للاتفاق بشأن برنامج طهران النووي المبرم العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات دولية عن إيران في مقابل تقييد أنشطتها النووية. لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 وإعادة فرضها عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
ورأى كنعاني أن الدول الأوروبية "تحاول تقديم تفسير مضلل لقرار مجلس الأمن (...) والربط بين مزاعم لا أساس لها وبين القرار 2231"، وأن الصراع في أوكرانيا "لا علاقة له بالقرار 2231 لجهة الموضوع أو المضمون".
وزادت قضية المسيّرات من التوتر بين إيران وروسيا من جهة، والغربيين من جهة أخرى. وفرضت لندن وبروكسل عقوبات على طهران، بينما هددت واشنطن بمعاقبة الشركات والدول التي تتعاون مع برنامج المسيّرات الإيرانية.
وتسببت القضية بتوتر بين طهران وكييف، اذ أعلنت أوكرانيا في أيلول/سبتمبر خفض مستوى تمثيل إيران الدبلوماسي على أراضيها، وألمحت لامكان قطع العلاقات بالكامل.