مسرور بارزاني في مقابلة مع المونيتور: لا يمكن حل مشاكل الإقليم بالهروب من المسؤولية
وأكد أن "الأجواء الإيجابية بين أربيل وبغداد يمكن أن تمهد الطريق للاتفاق على قانون وطني لملف النفط والغاز"

أربيل (كوردستان 24)- أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أنه ينبغي حل الخلافات السياسية والاقتصادية في إقليم كوردستان ضمن إطار مجلس الوزراء، وليس بمقاطعة وزراء الاتحاد الوطني الكوردستاني اجتماعات الحكومة.
وتحدث مسرور بارزاني في مقابلة مع موقع المونيتور، نُشر نصها اليوم الجمعة 17 آذار مارس 2023، عن عدد من الملفات والقضايا المتعلقة بإقليم كوردستان والمنطقة، منها: الوضع الداخلي في إقليم كوردستان، وطبيعة العلاقة بين أربيل وبغداد، ومحاربة الإرهاب، والتغيُّر المُناخي.
ملف اغتيال هاوكار الجاف
وقال مسرور بارزاني، إن سبب استمرار الخلافات مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، يعود إلى عدم تعاونهم في قضية اغتيال هاوكار الجاف، الضابط في وكالة الحماية والمعلومات/ المعلومات التابعة لمجلس أمن إقليم كوردستان.
وأضاف أن "الاتحاد الوطني الكوردستاني يحاول صرف الانتباه عن القضية، من خلال المبالغة في الحديث عن مشاكل أخرى متعلقة بالمالية وتقاسم السلطة، والتي كانت موجودة على الدوام".
وأكد أنه "ينبغي على الاتحاد الوطني الكوردستاني، التركيز على معالجة المشاكل السياسية والمالية ضمن إطار مجلس وزراء إقليم كوردستان، عوضاً عن خلطها معاً".
وبشأن اغتيال هاوكار الجاف، قال مسرور بارزاني، "ينبغي معالجة ملف الاغتيال من خلال المحاكم والنظام القانوني".
عودة الفريق الوزاري للاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الحكومة
وقال مسرور بارزاني، "رسمياً طلبت من الفريق الوزاري للاتحاد الوطني الكوردستاني، أثناء اجتماع مجلس وزراء إقليم كوردستان، العودة إلى الحكومة".
وأشار إلى أنه "يمكن حل كافة الخلافات من خلال الحوار في اجتماعات مجلس الوزراء"، مشدداً على أنه "باستثناء الحوار لا توجد لدينا طريقة أخرى لحل الخلافات والملفات".
وأضاف "آمل أن يعود الفريق الوزاري للاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الحكومة، وأن يتم حل الخلافات من خلال الحوار في إطار مجلس الوزراء".
موعد إجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان
وشدد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، على أنه "ينبغي إجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان خلال هذه السنة، مشيراً إلى أنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي عائق يؤخر إجراءها".
الأجواء الإيجابية في مباحثات أربيل وبغداد
وتحدث رئيس حكومة إقليم كوردستان، عن وجود أجواء إيجابية في المباحثات الثنائية بين أربيل وبغداد، لا سيما بعد تصديق الموازنة من جانب مجلس الوزراء الاتحادي، وحسمها حصة إقليم كوردستان.
وقال مسرور بارزاني، "لقد تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات الخاصة بملف الموازنة، لافتاً إلى أن "ما تتضمنته الموازنة ليس بمستوى طموحاتنا، لكن مع ذلك هي في مصلحة العراق بمجمله".
وأكد أن "إقرار مجلس النواب العراقي لمشروع الموازنة، سيكون بداية لبناء علاقة قوية بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وكذلك بين بغداد وباقي المحافظات الأخرى، لتنمية اقتصاد البلاد".
ملف النفط والغاز
وحول خلافات أربيل وبغداد بشأن ملف النفط والغاز، أوضح مسرور بارزاني، أن "معظم المشاكل في الماضي كانت ذات دوافع سياسية".
وأكد أن "الأجواء الإيجابية في مباحثات الموازنة، يمكن أن تمهد الطريق للاتفاق على قانون وطني متعلق بملف النفط والغاز، لافتاً إلى أن "العراق منذ زمن طويل يفتقد لهكذا قانون".
وتابع رئيس حكومة إقليم كوردستان، "في السابق كانت هناك بعض المسودات المتعلقة بملف النفط والغاز"، مضيفاً "لكنها لم تُقرْ من قِبل مجلس النواب العراقي".
وبين أنه "لذلك فإن مفتاح حل هذه المشكلة، هو إقرار قانون وطني، يعكس حقوق إقليم كوردستان في الدستور".
علاقة الكورد بالولايات المتحدة الأمريكية
وبشأن علاقة الكورد بالولايات المتحدة الأمريكية، أشار مسرور بارزاني، إلى أنه "توجد بين الكورد والولايات المتحدة الأمريكية قيم ومبادئ مشتركة".
وأكد "أننا حلفاء طبيعيون للولايات المتحدة الأمريكية"، معرباً عن "تطلعه إلى مزيد من الدعم الأمريكي" لإقليم كوردستان، و"تعزيز أكثر للعلاقات بين الجانبين".
وتابع أن "للولايات المتحدة الأمريكية مشاركة مباشرة وإيجابية في إقليم كوردستان"، مضيفاً أن "إقليم كوردستان مثال لذلك الدور الإيجابي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".
وأشاد رئيس حكومة إقليم كوردستان بدور الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثين عاماً الأخيرة، والذي أدى إلى الإنجازات التي تحققت اليوم في إقليم كوردستان، واصفاً إياه "بالمثال الناجح".
وشدد رئيس وزراء إقليم كوردستان، على أن "الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دوراً بارزاً في تحرير العراق من النظام الدكتاتوري"، مضيفاً "لكن مع مرور السنوات، وتراجع مشاركة الدور الأمريكي في المنطقة، استغلت فواعل أخرى هذا الغياب، الأمر الذي حال دون تحقيق مزيد من التقدم".
وأضاف مسرور بارزاني، "نود أن تصنف الولايات المتحدة الأمريكية إقليم كوردستان صديقاً وحليفاً موثوقاً لديها، لا سيما أننا نشترك في مبادئ وقيم مشتركة".
ولفت إلى "أننا ندفع ضريبة باهظة مقابل هذه الصداقة"، مضيفاً "لذا نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وبين أن "هناك فرصاً عديدة للشركات الأمريكية لتعزز استثماراتها في إقليم كوردستان، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الجانبين، لا سيما أن الإقليم غني بالثروات الطبيعية والبشرية".
اهتمام الصين بالشرق الأوسط
وبشأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية، قال مسرور بارزاني، "نرحب بكل مبادرة من شأنها تخفيف التوترات في المنطقة، ونؤيد كل مبادرة تؤدي إلى تحقيق السلام، وتنتهج الحوار طريقاً في حل الخلافات".
وأكد أن "الصين تطلع إلى مزيد من الحضور في الشرق الأوسط، وتعمل على توسيع وجودها في بعض دول المنطقة، كما تقدمت ببعض المقترحات لتنفيذ عدد من المشاريع في إقليم كوردستان، ونجري معهم مباحثات في هذا الصدد".
تحدي الإرهاب
وأشار مسرور بارزاني إلى أن "الوضع الأمني شهد تحسناً ملحوظاً في إقليم كوردستان والعراق، بعد تراجع خطر الإرهاب"، مضيفاً "الآن هناك تنسيق أمني عالي المستوى بين القوات الأمنية في إقليم كوردستان والعراق الفيدرالي، لا سيما على مستوى العمليات المشتركة، من أجل الحفاظ على الأمن".
وأضاف أنه "للقضاء على الإرهاب بشكل جذري، لا بد من معالجة الأسباب التي أدت إلى ظهوره، والتي لم يتم معالجتها إلى حد الآن بالشكل المناسب".
وأكد أن "الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور الإرهاب، متمثلة بالفقر وغياب العدالة وعدم المساواة"، مشيراً إلى أن "الناس تحتاج إلى الخدمات والعيش في ظروف حياة كريمة".
وقال مسرور بارزاني لـ المونيتور، "إذا لبّت الحكومة حاجات شعبها، واهتمت بهم واستمعت إليهم، فلن يكون لدى الناس ميلٌ لتقديم المساعدة إلى المنظمات الإرهابية".
وشدد على "ضرورة مواجهة أيديولوجية التطرف والإرهاب، من خلال نشر أيديولوجية الوسطية والاعتدال، حيث تمنح الناس الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، وإلا فإن خطر الإرهاب سيبقى متواصلاً".
إصلاحات حكومة إقليم كوردستان
وتحدث مسرور بارزاني عن برنامج التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، وقال: "حكومتي شرعت في البدء بتنفيذ برنامج إصلاح شامل، من خلال خلق الشفافية في الإنفاق وكافة الشؤون الحكومية".
وأضاف "أننا بصدد تنويع اقتصادنا، من خلال الاهتمام بتوسيع المنتجات الزراعية، إلى جانب قطاعي الصناعة والسياحة، ولدينا أيضاً برنامج لتنفيذ الإصلاحات في قطاعي التعليم والصحة".
وأكد "أننا سنقوم برقمنة الخدمات للمواطنين، ولهذا الغرض قمنا ببناء مركز بيانات متقدم، والذي سيربط كافة المشاريع بعضها ببعض إلكترونياً خلال فترة قصيرة".
وشدد على أنه "وفقاً للبرنامج الذي قمنا بصياغته، فإننا نهدف إلى جعل حكومة إقليم كوردستان، حكومة رقمية بالكامل بحلول عام 2025".
وبشأن التنويع الاقتصادي، قال مسرور بارزاني، إن "حكومة إقليم كوردستان وسعت نطاق تصدير المنتجات الزراعية، ومنها إطلاق مشروع الرمان، وهو تصدير الرمان العضوي إلى الخارج، لا سيما أسواق دول الخليج، كأول تصدير للمنتجات الزراعية لإقليم كوردستان إلى الخارج".
وأكد أن "الرمان الكوردي مشهور، وهو الآن متوفر في أربعة أسواق جديدة"، مشيراً إلى أنه "يخلق فرصاً تجارية جديدة مع دول الخليج، إضافة إلى توفير المئات من الوظائف في إقليم كوردستان".
وأشار إلى أن "حكومة إقليم كوردستان تخطط لتوسيع هذه المبادرة، من خلال تصدير منتجات زراعية أخرى، بما في ذلك العسل والتفاح والعنب".
التغيُّر المُناخي
قال مسرور بارزاني، "نحن ندرك تأثير تغير المناخ على منطقتنا، ونتخذ إجراءات بالصدد"، مضيفاً "في كوردستان، فعلنا الكثير، إنها قصة مهمة يجب مشاركتها".
وأضاف "نحن نستثمر في الطاقة الكهرومائية والطاقة النظيفة والطاقة الشمسية، نحن نبحث عن طاقة بديلة، وليس فقط الوقود الأحفوري".
وتطرق رئيس حكومة كوردستان إلى خطط بناء سدود صغيرة ومتوسطة وكبيرة نسبياً لتحسين إدارة مياه الأنهار والحفاظ عليها، وقال: "أعتقد أن المشاركة في هذا المجال، ومساعدتنا في بناء هذه البنية التحتية، وبناء السدود للحفاظ على مواردنا المائية، ستؤتي ثمارها في النهاية على المدى الطويل، كما أن إقليم كوردستان يسجل تقدماً فيما يتعلق بالغاز المصحاب، وهو ملوث رئيسي ومساهم في تغير المناخ".
وشدد على أن إقليم كوردستان هو أول من يقوم باستغلال الغاز الصاحب على مستوى العراق، وقال: "بدلاً من الاستمرار في إهدارها، نريد أن تتحول إلى طاقة، ولدينا برنامج قوي للغاية، نتحدث مع جميع شركات النفط الدولية والشركاء الآخرين حول الحد من انبعاثات الغاز المحترق".