اليمن.. وباء الكوليرا يفتك بالسكان وسط انهيار القطاع الصحي وتفاقم التلوث البيئي
أربيل (كوردستان24)- في اليمن يتزايد انتشار الأوبئة والأمراض ومنها الكوليرا، نتيجة تداعيات الحرب، واتساع دائرة الفقر، وتلوث البيئة، وغيرها من العوامل، وسط انهيار كبير لمنظومة القطاع الصحي.
في إحدى مخيمات النازحين جنوبي مدينة تعز اليمنية، تتجمع نحو خمسمائة وخمسون أسرة نازحة، قذفت بهم الحرب إلى العراء من مختلف أنحاء المحافظة قبل أكثر من تسع سنوات. طوال بقائهم هنا، كانت هذه التجمعات بيئة لانتشار أمراض وأوبئة عدة، آخرها الوباء القديم المتجدد، الكوليرا. إلهام أصيبت قبل أيام، وما تزال طريحة الفراش.
وقال محمد علي وهو رب أسرة نازحة لكوردستان24 "أتيت وهي مستلقية على الأرض، حاولت معها لتنهض ولم أستطع، وكانت تشير بيدها إلى بطنها، ثم قمت بربط بطنها، وحملتها واستأجرت سيارة لإسعافها إلى أقرب مركز صحي. كانت تعاني من الإسهالات الحادة، وتم تشخيص مرضها بالكوليرا".
غياب المياه النظيفة، وعدم توفر دورات المياه وخدمات الصرف الصحي، يزيد من انتشار الكوليرا في المخيمات، في ظل ظروف غير مثالية يعيشها النازحون، ويعجزون خلالها عن اتخاذ الإجراءات الوقائية.
ليست المخيمات وحدها من تشهد تفش لوباء الكوليرا في اليمن، فمستشفيات المدن أيضا مكنضة بمئات المرضى المصابين، وسط تدني مستوى الرعاية الطبية جراء انهيار المنظومة الصحية.
خلال ستة أشهر مضت، قالت منظمة الأوتشا التابعة للأمم المتحدة، إنه تم رصد ما يقرب من خمسة عشر ألف إصابة بالكوليرا في مناطق سيطرة الحكومة وجماعة الحوثي، فيما تشير منظمات أخرى، إلى أن العدد قد تجاوز عشرين ألف إصابة ومائة حالة وفاة. وعلى مستوى محافظة تعز وحدها، فالمراكز الصحية استقبلت مئات الإصابات منذ مطلع العام الجاري.
وقال تيسير السامعي وهو مسؤول الاعلام الصحي بمكتب وزارة الصحة اليمنية لكوردستان24 "في تعز تم رصد قرابة سبعمائة وأربعين حالة اشتباه بالكوليرا، أكثر من مائتين حالة كانت إصابات مؤكدة، كما رصدنا مائة حالة وفاة بهذا الوباء".
ومع الانهيار الكبير للقطاع الصحي بفعل الحرب، تنشط جهود الجهات الرسمية والمبادرات لخلق الوعي بوباء الكوليرا، وطرق الوقاية منه، وأساليب التعامل مع المصابين، سعيا إلى تقليل المخاطر من انتشار الوباء، وتقليص أعداد الإصابات.
تقرير أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن