محلل سياسي: إسرائيل تجنبت تبني عملية اغتيال هنية لتفادي تداعيات قانونية ودولية

أربيل (كوردستان 24)- أكد المحلل السياسي، فراس النجماوي، اليوم الخميس 1 آب (أغسطس) 2024، أن إسرائيل تجنبت تبني عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، لتفادي تداعيات قانونية ودولية.
النجماوي اعتبر في مقابلة مع كوردستان24، أن "هذه العملية لم تكن مجرد اغتيال لقيادي فلسطيني، بل كانت خطوة استراتيجية تهدف إلى عرقلة التقارب المحتمل بين إيران والولايات المتحدة".
وأشار النجماوي إلى أن "هناك احتمالية لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل القريب، وهو ما كان يمكن أن يتحقق من خلال التقدم في العلاقات الإيرانية الأمريكية".
وأضاف أن "اختيار إسرائيل لطهران كمسرح للاغتيال بدلاً من تركيا، حيث كان هنية يتواجد مؤخراً، كان له دلالة سياسية خاصة"، موضحاً أن "هنية كان يحمل جهازاً نقالاً ثريا أعطته إياه قطر، وهو ما ساعد في رصد موقعه".
وأوضح المحلل السياسي أن "هذه العملية قد تكون مرتبطة أيضاً بالملف النووي الإيراني، حيث تسعى إسرائيل إلى إعاقة جهود إدارة بايدن الحالية في التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، قبل أن تتسلم إدارة جديدة قد تكون أكثر تشدداً مثل إدارة ترامب".
وقال النجماوي إن "إسرائيل لم تتبنَّ مسؤولية اغتيال هنية حتى الآن، كذلك نأت الولايات المتحدة بنفسها عن الحادث، وأكدت عدم تدخلها فيه، بينما لم يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه الأخير إلى اسم هنية، مشيراً فقط إلى القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، الذي قُتل في لبنان".
وأوضح المحلل السياسي أن "إسرائيل قد تكون تجنبت تبني عملية الاغتيال بسبب كون هنية شخصية سياسية، مما قد يؤدي إلى تداعيات قانونية ودولية في حال تم الاعتراف بالمسؤولية عن الحادث، خاصةً وأن عملية الاغتيال تمت في أراضٍ غير داخلة في ساحة حرب، وبعيدة عن حدود النزاع التقليدي بين إسرائيل وحماس".
وصول نعش هنية إلى الدوحة
هذا ووصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، نعش رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الفلسطينية، إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران فجر الأربعاء في ضربة نُسبت إلى إسرائيل، بحسب ما ذكرت قناة الجزيرة القطرية.
واغتيل هنية مع مرافقه الشخصي في مكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل.
وشاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييعه صباح الخميس في العاصمة الإيرانية، حيث أمّ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي المصلّين في جنازة هنية في جامعة طهران، وحمل المشيعون صور رئيس المكتب السياسي لحماس وأعلاماً فلسطينية.
وعقب صلاة الجمعة، من المقرر أن يوارى هنية الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس، بعد الصلاة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد الدوحة.
ويثير اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس البالغ 61 عاماً والذي كان يعيش في المنفى في قطر، وكذلك اغتيال إسرائيل القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت الثلاثاء، مخاوف من توسع النزاع الدائر منذ نحو عشرة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
نيويورك تايمز: هنية اغتيل بعبوة ناسفة
في السياق، كشف تقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، أن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، تمت بواسطة عبوة ناسفة قامت تل أبيب بتهريبها سراً إلى دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم، وذلك وفقاً لسبعة مسؤولين من الشرق الأوسط، من بينهم إيرانيان ومسؤول أمريكي.
وأشار التقرير إلى أنه "تم إخفاء القنبلة في دار الضيافة قبل حوالي شهرين"، لافتاً إلى أن "هذا الدار المحمي من قبل الحرس الثوري الإيراني يقع ضمن مجمع كبير يُعرف باسم (نشأت)، في حي راقٍ بشمال طهران".
وبحسب التقرير، "فقد تمكن القتلة من استغلال نوع مختلف من الثغرات في دفاعات إيران: ثغرة في أمن مجمع من المفترض أنه يخضع لحراسة مشددة، مما سمح بزراعة قنبلة والبقاء مخفية لعدة أسابيع قبل أن يتم تفجيرها في النهاية".
وأفاد المسؤولون في الشرق الأوسط أن "تخطيط عملية الاغتيال استغرق عدة أشهر، واحتاج إلى مراقبة مكثفة للمجمع".