إيران تؤكد أن "من واجبها الدفاع عن نفسها" بعد الضربات الإسرائيلية

أربيل (كوردستان24)- أعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف السبت مواقع عسكرية على أراضيها أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وخلف "خسائر محدودة"، مؤكدة أنّ "من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت أنّه شنّ ضربات "دقيقة وموجهة" على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران على اسرائيل مطلع الشهر الحالي، مهدّدا الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع "ثمنا باهظا" في حال قررت الرد.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان "تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".

كما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها "لا حدود له"، مضيفا "سندافع عن أرضنا ووطننا".

وكانت إسرائيل تعهّدت الردّ على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية الذي استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وكان ذلك الهجوم الإيراني الثاني على الدولة العبرية، بعد هجوم في 13 نيسان/أبريل.

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي "النهاية" في التصعيد بين البلدين.

وفي محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن "إيران يجب ألا ترتكب خطأ الردّ"، قائلا إن هناك حاليا "فرصة لاستخدام الدبلوماسية لتخفيف التوتر في المنطقة".

- "خسائر محدودة" -

أعلن الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين في حصيلة محدثة للهجمات التي خلفت وفقا له "خسائر محدودة" طالت "بعض أنظمة الرادار" وذلك "بفضل أداء الدفاع الجوي".

وقبيل السادسة صباحا، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته "قصفت منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت".

وتابع "ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران".

بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه "إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد".

وقال "باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضا".

من جهته، أكد المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي مساء السبت أن المنشآت النووية الإيرانية "لم تتأثر" بالضربات الإسرائيلية.

ودعا غروسي إلى "الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أخرى مشعة للخطر".

فيما اعتبرت الولايات المتحدة الغارات الإسرائيلية "دفاعا عن النفس"، دانها العراق وباكستان وسوريا وتركيا والجزائر وتونس والسعودية والإمارات التي حذرت من المزيد من التصعيد. وقال الأردن إن الطائرات الإسرائيلية لم تستخدم مجاله الجوي.

- "ضربة إعلامية" -

نفّذت إيران هجومها الأول بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ردّا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتل فيها قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.

وجاء الهجوم الثاني ردّا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في هجوم نسبت الى إسرائيل في طهران في 31 تموز/يوليو.

رغم المخاوف، استمرت الحياة كالمعتاد في طهران وتل أبيب.

وأشارت زبيدة البالغة 30 عاما وهي مديرة تأمين الى أنها استيقظت صباح السبت وتوجهت على عادتها إلى العمل على الرغم من مخاوفها.

وقالت "الحرب مرعبة. ولدى الجميع مخاوف بشأن ما يحدث أثناء الحرب. إن أضرار الحرب تؤرق الجميع، لكنني لا أعتقد أن حربا مروعة ستندلع في إيران".

يرى خبراء أن الهدف من الغارات هو إظهار القدرات الهجومية الإسرائيلية مع تجنب التصعيد.

ووفق جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، أرادت الولايات المتحدة أن تكون هذه الهجمات الانتقامية "متناسبة، بحيث لا تحتاج إيران إلى الرد".

أما حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، فرأى أن "إسرائيل وجهت ضربة إعلامية وسياسية وليست عسكرية، وهي تتوقع مكافآت من واشنطن على الطبيعة المعتدلة لهجومها".

وأضاف عبيدي "في الوقت نفسه، أجرت إسرائيل اختبارا حقيقيا لمستوى القدرة التي وصلت إليها الدفاعات الإيرانية".

وأشاد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بالضربات على إيران وبالتعاون الأميركي، وقال في منشور على منصة إكس "أود بشكل خاص أن أشكر صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة لكونها حليفا حقيقيا، وللتعاون العلني والسري".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت أكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية موضحا أن "هدفنا هو  تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط".

- مفاوضات منتظرة في الدوحة -

على الجبهة اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق "80 مقذوفا" من لبنان.

وقال الجيش الاسرائيلي إنّه ضرب 70 هدفا لحزب الله، بينما يواصل عمليته البرية في جنوب لبنان التي كان قد بدأها في 30 أيلول/سبتمبر.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية فجر الأحد بأن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا قُبيل ذلك سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، إلى إخلاء منازلهم، متحدثا عن وجود "منشآت ومواقع تابعة لحزب الله".

وأفادت الوكالة اللبنانية بتفجير الجيش الإسرائيلي السبت منازل سكنية في بلدتي كفركلا والعديسة الحدوديتين في جنوب لبنان، فيما قالت إسرائيل إنها استخدمت 400 طن من المتفجرات لتدمير نفق لحزب الله بعد شهر ونيّف على اندلاع الحرب.

من جهته، أعلن حزب الله السبت استهدافه قاعدة للاستخبارات الإسرائيلية قرب مدينة صفد، في إطار سلسلة عمليات تبناها وتخللها استهداف قواعد عسكرية ومناطق في شمال إسرائيل، بينها خمس مناطق سكنية على الأقل استهدفها السبت، بحسب بيانات متلاحقة أوردها.

كما دعا حزب الله إلى إخلاء حوالى عشر بلدات في شمال إسرائيل، قائلا إنها "أصبحت أهدافا عسكرية مشروعة" بعدما "تحولت إلى مكان انتشار واستقرار لقوات العدو".

بعد إضعاف حماس في عملياته الدامية بقطاع غزة، نقل الجيش الإسرائيلي ثقل عملياته إلى لبنان. وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية بجنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي على شمال إسرائيل.

على جبهة غزة، واصل الجيش الإسرائيلي هجومه الجوي والبري على القطاع الفلسطيني المدمر.

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السبت من أن الوضع "كارثي" في شمال قطاع غزة مع "عمليات عسكرية كثيفة تحصل داخل مؤسسات صحية وحولها".

ومن المقرر أن يلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع الأحد في الدوحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري.

وتؤكد حماس "جهوزية" الحركة لوقف النار إذا التزمت إسرائيل الانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل الرهائن.

لكن هذه الشروط رفضتها إسرائيل في جولات تفاوض سابقة غير مباشرة جرت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.