داود أوغلو: يجب على تركيا أن تتفاوض مباشرة مع كورد سوريا دون الحاجة إلى وسيط
داود أوغلو: شعوب المنطقة يجب أن تتحدث مع بعضها مباشرة دون وساطة أمريكية
أربيل (كوردستان 24)- وصف رئيس حزب المستقبل ورئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داود أوغلو، الأزمة السورية بأنها "معقدة للغاية"، مشيراً إلى أنها "ليست مجرد نزاع بين تركيا وسوريا، بل تكمن الأزمة الأساسية بين النظام السوري وشريحة كبيرة من الشعب السوري".
وقال أحمد داود أوغلو، في مقابلة خاصة مع كوردستان24، إن "معظم الكورد والعرب والتركمان في شمال سوريا تعرضوا لمعاناة كبيرة تحت حكم النظام السوري"، مؤكداً على "أهمية التوصل إلى حل فعّال للأزمة السورية".
وأكد أوغلو أنه "لا يعارض إجراء حوار مع الحكومة السورية"، مشيراً إلى أن هذا النهج "كان وراء محاولات الرئيس رجب طيب أردوغان إقامة حوار مماثل معها".
وأشار رئيس حزب المستقبل إلى أنه "خلال زيارته لسوريا عام 2011، ناقش مع المسؤولين السوريين قضية إعادة الجنسية للكورد في البلاد"، مؤكداً أنه "على الحكومة السورية الشروع في إصلاحات داخلية وتحقيق المصالحة الوطنية، مما سيسهم في تسهيل حل الأزمة".
وفي تعليقه على انتشار الجيش التركي في مناطق بشمال سوريا وغرب كوردستان، أوضح داود أوغلو أن "الأزمة الكبرى في سوريا لا ترتبط بوجود القوات التركية هناك".
وأردف أوغلو أنه "خلال فترة توليه السلطة، لم يرسل قوات تركية إلى سوريا"، مشيراً إلى أن "التدخل التركي الأول هناك حدث في عام 2016، بسبب الضرورات الأمنية الناجمة عن وجود تنظيم داعش والمخاطر الأمنية".
وأوضح داود أوغلو أن "تركيا لم تكن لديها أي نية لانتهاك الأراضي السورية"، مشدداً على "أهمية تحقيق المصالحة الداخلية في سوريا".
ولفت إلى "قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في ديسمبر 2015، الذي دعا إلى حوار بين النظام السوري ومختلف الجماعات السورية لبناء مستقبل جديد للبلاد". وأضاف: "عندما يبدأ بشار الأسد حواراً حقيقياً مع شعبه، فلن تكون لدى تركيا أي نية للبقاء في سوريا".
وأكد الرئيس الأسبق لوزراء تركيا، أنه "كتركي، لا ينظر إلى كورد سوريا أو كورد العراق أو العرب في البلدين بعيون أجنبية"، مشدداً على أن العلاقات مع هذه المكونات "لا تتطلب وساطة أمريكية أو روسية".
وشدد داود أوغلو على أن شعوب المنطقة، من الكورد والعرب والأتراك والفرس، هم "الأصحاب الحقيقيون لهذه الأرض"، مؤكداً على ضرورة أن "تنخرط تركيا في حوار مباشر مع كورد سوريا والعراق".
وأضاف أنه "في حال انسحاب الجيش التركي من المنطقة، فإن الأتراك والكورد والعرب والإيرانيون يعيشون معاً على هذه الأرض، ويجب عليهم أن يتحدثوا مع بعضهم البعض بشكل مباشر"، مؤكداً "أننا لا تحتاج إلى وساطة أمريكية في هذا السياق".
ترجمة وتحرير: أحمد حاجي