أرقام وحقائق عن السوريين في ألمانيا.. هل سيعودون لوطنهم؟
أربيل (كوردستان 24)- منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، فر ملايين السوريين. وبينما بقي معظمهم داخل سوريا أو لجأوا إلى بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
بينما استقبلت أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، إلى جانب السويد، العديد من اللاجئين السوريين على أراضيها.
عدد السوريين في ألمانيا
بحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، بلغ عدد السوريين الذين يعيشون في ألمانيا حوالي 973 ألف سوري في نهاية عام 2023.
من بينهم حوالي 712 ألف شخص يبحث عن الحماية، بما في ذلك أولئك الأشخاص الذين تقدموا بطلبات الحصول على اللجوء ويجري حالياً دراسة طلباتهم، وطالبي اللجوء المرفوضين والأشخاص الذين يتمتعون بحماية مؤقتة لاعتبارات إنسانية.
نسبة كبيرة من هؤلاء وصلوا إلى ألمانيا خلال موجة اللاجئين عام 2015، عندما تقدم أكثر من 320 ألف سوري بطلب الحماية بها.
لكن في حين أن العديد منهم، حصلوا على تصاريح إقامة دائمة، فإن بعضهم لا تزال إقامتهم مؤقتة. وهذا يعني أنه على الرغم من السماح بإقامتهم مؤقتًا، إلا أن وضعهم القانوني لا يزال غير مستقل. الأمر الذي يشكل في كثير من الأحيان عائقاً أمام حصولهم على فرص للعمل والتدريب.
تعليق طلبات اللجوء بعد سقوط الأسد
احتلت سوريا هذا العام المركز الأولى من حيث عدد طلبات اللجوء في ألمانيا. وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ووفق بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، فقد قدم سوريون ما يقرب من 75 ألف طلب لجوء، يليهم الأفغان بـ 34.300 والأتراك بحوالي 29.600 طلب لجوء.
بيد أنه في 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أي بعد يوم واحد فقط من سقوط نظام الأسد في سوريا، أصدر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قراراً على الفور يقضي بتعليق طلبات اللجوء المقدمة من السوريين.
وبحسب المكتب الاتحادي، هذا القرار يؤثر على 47270 طلب لجوء من سوريين لم يتم البت فيها بعد، من بينها نحو 46 ألف طلب أولي. لكن الوضع الجديد في سوريا حالياً ليس له أي تأثير على القرارات المسبقة.
وبحسب الإحصاءات فقد تم تقديم ما مجموعه حوالي 236 ألف طلب لجوء في ألمانيا حتى الآن هذا العام. هذا الرقم لا يتضمن اللاجئين الأوكرانيين لأنهم يحصلون على وضع الحماية المؤقتة من دون إجراءات اللجوء المعهودة.
متوسط عمر طالبي اللجوء
غالبية اللاجئين السوريين في ألمانيا من الذكور وحوالي 41 بالمائة فقط إناث. يعد السوريون في ألمانيا أصغر سناً مقارنة بجميع السكان. إذ يبلغ متوسط أعمارهم حوالي 25 عاماً، 37 في المائة منهم قاصرون.
وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فإن أكثر من 60 بالمئة من الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا بين عامي 2017 و2023 كانوا متزوجين.
كما بلغ عدد أطفال اللاجئين السوريين الذين ولدوا في ألمانيا بين عامي 2019 ( بداية المسح) و2024، حوالي 56200 طفل وطفلة.
أكثر من 60 في المائة من السوريين الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا منذ عام 2015 هم من العرب. حوالي الثلث منهم ينتمون إلى الأقلية الكوردية مع أغلبية تبلغ أكثر من 90 في المائة من المسلمين، وأقل من 2 في المائة من المسيحيين وحوالي 1 في المائة من الأيزيديين.
مقارنة مع غيرهم من اللاجئين، يعتبر اللاجئون السوريون مؤهلين بشكل جيد. إذ ما يقرب من نصف الذين قدموا إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2017 أنهوا دراستهم الثانوية أو الجامعة.
وبالنسبة للاجئين الذين قدموا فيما بعد، ارتفع الرقم إلى أكثر من الثلث. في العام الدراسي 2022/23، التحق حوالي 186 ألف طالب سوري بإحدى مدارس التعليم في ألمانيا، كما التحق 50 ألف آخرين بمدارس مهنية.
حواجز اللغة والاعتراف بالمؤهلات
وفق مكتب العمل الألماني، يعمل حالياً حوالي 226.600 سوري مع مساهمات الضمان الاجتماعي (اعتباراً من مايو/ أيار 2024).
وتم تسجيل نحو 279 ألفاً و600 سوري لدى مكتب العمل ضمن فئة "الباحثين عن عمل" حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. من بينهم 155.100 "عاطلون عن العمل". أي أنهم متاحون لدخول سوق العمل. فيما بلغ معدل البطالة بينهم 37 بالمائة.
يعمل العديد من اللاجئين السوريين في قطاعات مثل البناء، المطاعم أو التمريض، كما يتزايد اهتمام الكثيرين منهم بمواصلة التدريب المهني.
أكبر العقبات التي تحول دون توظيف بعضهم يتمثل بالأساس في الحواجز اللغوية ومشاكل الاعتراف بالمؤهلات المهنية الحاصلين عليها من سوريا.
عودتهم قد تفاقم أزمة قطاع الصحة
تلعب اليد العاملة السورية دوراً مهماً في ألمانيا، لا سيما في قطاع الصحة، حيث يشغل العديد منهم وظائف في مجالات تعاني من نقص شديد في اليد العاملة.
وتمكّن العديد من اللاجئين السوريين من وضع موطئ قدم لهم في مهن التمريض، خاصة من خلال البرامج التدريبية المتخصصة.
وفي حالة رغبوا أو اضطروا للعودة إلى وطنهم، كما يطالب بذلك سياسيون ألمان، فإن النقص المسجل حاليا بالعمالة الماهرة في القطاع الصحي والمقدر بحوالي 200 ألف وظيفة شاغرة في مهن التمريض، بحسب بيانات وزارة الصحة، قد يتفاقم بشكل أكبر في المستقبل.
المصدر: DW