بسقوط الأسد.. إيران تتلقّى ضربةً موجعة في المنطقة
أربيل (كوردستان 24)- اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا كان أحدث "الكوارث الإستراتيجية" التي ستجبر إيران على إعادة التفكير في سياسات أمنية دامت عقوداً في المنطقة.
يأتي ذلك، بعد أن قضت طهران عقوداً وأنفقت مليارات الدولارات لبناء شبكة من المليشيات التي تتيح لها ممارسة النفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وردع الهجمات الأجنبية على أراضيها، لكن أركان هذا التحالف تهاوت في غضون أسابيع.
تأتي الإطاحة بالأسد أيضاً، لتتوج سلسلة من الأحداث التي نتجت عن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، والذي أدى إلى التغيير الأكثر جوهرية في المشهد الأمني الإيراني منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
وعلى مدى أكثر من عام من الهجمات، دمرت إسرائيل حركة حماس، الحليف الفلسطيني الرئيس لإيران.
ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، قتلت إسرائيل معظم قيادات حزب الله، أقوى حلفاء إيران، وأجبرت كبار قادتها الباقين على الاختباء.
وتقضي الإطاحة بالأسد على آخر خط دفاع فيما يسمى بـ"الدفاع الأمامي" لإيران، حسبما قال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وفق تقريرٍ لصحيفة العين الإماراتية.
وأضاف: كانت (إيران) تعتقد أن هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول نقطة تحول في التاريخ. هذا صحيح، ولكن في الاتجاه المعاكس تماماً لما كانت تأمله. فقد انهارت أحجار الدومينو لجبهتها الغربية واحدة تلو الأخرى.
أهمية سوريا لإيران
كانت سوريا الحليف الوحيد لإيران في الشرق الأوسط. والأهم من ذلك، أنها وفرت لإيران طريقاً برياً للوصول إلى حزب الله، محور ما تسميه طهران "محور المقاومة"، الذي أصبح بفضل دعمها أقوى جماعة مسلحة غير حكومية في العالم.
لكن الوصول المباشر لإيران إلى حزب الله تعرض لضربة شديدة، مما خلق فراغاً كبيراً ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة". كما أدى سقوط نظام الأسد إلى تزايد الاستياء السوري تجاه إيران.
وفي حين امتنع مسلحو المعارضة عن استهداف السفارة الروسية أثناء دخولهم دمشق، قاموا بمهاجمة السفارة الإيرانية، مما شكل ضربة مهمة لمكانة إيران في سوريا.
ووصف المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق، نورمان رول، الحدث بأنه "ضربة استراتيجية بأبعاد تاريخية" للنظام الإيراني.
مؤكداً أن طهران تكبدت تكاليف باهظة في مساعيها للحفاظ على حكومة الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، مترافقاً مع تدمير شبكات عسكرية وقادة رئيسيين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا.
انعكاسات داخلية وخارجية
تتعامل إيران مع هذا المشهد الأمني الجديد في وقت تعاني فيه قيادتها الدينية من الشيخوخة، حيث يبلغ المرشد الأعلى علي خامنئي 86 عامًا العام المقبل. وتتراجع شعبية النظام في الداخل، بينما يشعر عدوه اللدود، إسرائيل، بالقوة.
الآثار الاقتصادية والسياسية
يفقد حزب الله، الذي تم تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، الدعم المالي واللوجستي الذي كان يوفره النظام السوري.
كما يعاني الاقتصاد الإيراني من خسائر نتيجة لتوقف شحنات النفط إلى سوريا، التي تراكمت عليها ديون هائلة لإيران تُقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
كما تراجعت القوة الاقتصادية لحزب الله، إذ إن سقوط نظام الأسد، بالإضافة إلى الأضرار السياسية، سيتسبب أيضاً في تكاليف اقتصادية على حزب الله.