أحمد الشرع: انتهت الثورة وسوريا لن تكون مصدر قلق لأي دولة

أربيل (كوردستان24)- شدد القائد العام للإدارة السورية الجديدة على أن الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر، مؤكداً أن بلاده لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان.
وقال القائد العام للادارة السورية الجديدة لصحيفة الشرق الاوسط في المقابلة التي جرت في قصر الشعب الرئاسي بدمشق "ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة... أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء".
وأضاف الشرع "الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا. والمملكة العربية السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك".
وأشار الى انهم "في مرحلة بناء الدولة، الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر، ولن تكون سوريا منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان. دخل كثيرون إلى الثورة السورية، لكننا اليوم في مرحلة جديدة هي بناء الدولة. ونحن نسعى لبناء علاقات استراتيجية فاعلة مع هذه الدول. سوريا تعبت من الحروب ومن كونها منصة لمصالح الآخرين ونحن بحاجة لإعادة بناء بلدنا وبناء الثقة فيه، لأن سوريا بلد في قلب الحدث العربي".
وتابع قائلاً "وجودنا في دمشق لا يعني تهديداً لأحد ونحن ندعم ونتطلع إلى الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا سوريا. والمملكة العربية السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك".
وأوضح الشرع "أنا لا أريد أن أفرض آرائي الشخصية على السوريين، بل أترك ذلك لأصحاب الخبرة والاختصاص من القانونيين ليكون القانون هو الحد الفاصل في صياغة العلاقة بين الناس. لا يمكن أن نتوقع بلداً بحجم سوريا وثرائها بمكوناتها المختلفة وأن يسودها رأي واحد. فالاختلاف هذا جيد وصحي وهذا النصر الذي تحقق ليس نصراً لفئة على أخرى، وإنما هو نصر لجميع السوريين. حتى من كنا نعتقدهم موالين للنظام السابق شهدنا فرحتهم لأنه لم يكن متاحاً للناس التصريح بما تشعر به أو تفكر به. وأنا على ثقة أن السوريين كلهم بمختلف فئاتهم على درجة من الوعي الكفيلة بحماية بلدهم".
وفد أمريكي في دمشق
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة أن دبلوماسيين أميركيين وصلوا إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة التي تقودها "هيئة تحرير الشام" الإسلامية المتشددة، بهدف حضّها على تعزيز وحدتها بعد حرب استمرت 13 سنة.
وهذه أول بعثة دبلوماسية رسمية تُرسل إلى دمشق منذ بداية الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 وانتهت بهجوم خاطف لفصائل المعارضة أدى إلى سقوط بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر وفراره إلى روسيا.
وسيلتقي الدبلوماسيون الأميركيون ممثلي "هيئة تحرير الشام"، وهي منظمة تصنّفها واشنطن إرهابية، والمجتمع المدني لمناقشة "رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة الأميركية دعمهم"، على ما أوضح ناطق باسم وزارة الخارجية.
وأشار الناطق إلى أنّ الوفد يضم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، ودبلوماسي متخصص في العالم العربي هو دانييل روبنستين بات مسؤولا عن التواصل مع سوريا.
وسيكون حاضرا أيضا روجر كارستينز، المسؤول عن جمع الأدلة بشأن الأميركيين المفقودين في سوريا كالصحافي أوستن تايس، الذي خُطف في آب/أغسطس 2012.
نسخة من أفغانستان
وكان القائد العام للادارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد أكد في تصريحات صحفية بأنهم لا يريدون تحويل سوريا الى نسخة من أفغانستان.
ودعا الشرع المجتمع الدولي الى "رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ويجب شطب هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الارهابية، بحسب تصنيف الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة".
وبدأت هيئة تحرير الشام كجماعة منشقة عن تنظيم القاعدة، وانفصلت عن الأخير عام 2016.
ونفى الشرع أنه يريد تحويل سوريا إلى نسخة من أفغانستان، قائلاً إن البلدين مختلفان للغاية ولديهما تقاليد مختلفة، باعتبار أن أفغانستان مجتمع قبلي.
وأوضح في حديثه لبي بي سي أن سوريا لديها عقلية مختلفة، مشيراً إلى أنه يؤمن بتعليم النساء.
تعلم الدروس من عزلة طالبان
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هيئة تحرير الشام ، إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال إذا كانت تريد تجنب العزلة المفروضة على حركة طالبان الأفغانية.
وقال بلينكن في مداخلة ألقاها أمام مركز "كاونسل أون فورين ريليشنز" للبحوث في نيويورك "أظهرت حركة طالبان وجها أكثر اعتدالا، أو على الأقل حاولت ذلك، عندما سيطرت على أفغانستان، ثم ظهر وجهها الحقيقي. وكانت النتيجة أنها بقيت معزولة إلى حد كبير" على الصعيد الدولي.
وأضاف "لذلك، إذا كنتم لا تريدون هذه العزلة، فهناك أمور معينة ينبغي أن تقوموا بها لدفع البلاد إلى الأمام".
وعادت حركة طالبان إلى السلطة عام 2021 بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وبعد بعض الانفتاح تجاه الغرب، أعادت حكومة طالبان فرض تفسير صارم للشريعة الإسلامية وزيادة التدابير التقييدية ضد النساء.
ولم تعترف أي دولة بطالبان كحكومة شرعية رغم أن الصين والإمارات قبلتا أوراق اعتماد السفيرين اللذين عينتهما طالبان.
كذلك، دعا بلينكن إلى تشكيل حكومة سورية "غير طائفية" تحمي الأقليات وتعالج المخاوف الأمنية، بما في ذلك مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية المتبقية.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن هيئة تحرير الشام يمكنها أيضا أن تتعلم دروسا من الأسد بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الجماعات الأخرى موضحا أن "رفض الأسد المطلق الانخراط في أي شكل من العملية السياسية هو أحد الأشياء التي أدت إلى سقوطه".
حكومة انتقالية بعيدة عن الطائفية
بدوره دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، الأربعاء، إلى تشكيل حكومة انتقالية شاملة لكل مكونات الشعب، وبعيدة عن الطائفية.
وقال البحرة "يوجد ضوابط للمرحلة الانتقالية التي أجمع عليها السوريون طوال 14 سنة من النقاشات والاجتماعات والمنتديات وورشات العمل، وتبناها المجتمع الدولي".
ودعا إلى أن تكون الحكومة الانتقالية "مبنية على حوار واسع يشمل كل مكونات وأطياف الشعب السوري، وعند تشكيلها يجب أن تكون شاملة للجميع تمثل سوريا بكل مكوناتها، وألا يتم إقصاء أي طرف عنها".
كما طالب بـ "عقد مؤتمر وطني واسع من كل المحافظات السورية (14 محافظة)، وأي مؤسسة نقوم بإنشائها ضمن فتره الحكم الانتقالي يجب أن تكون شامله للجميع".
وشدد البحرة على أن يكون المرشحون "مشهوداً لهم بالخبرة بمجال عملهم وبسماتهم الطيبة لدى مجتمعهم، ولا يوجد عليه قضايا إجرام، فالناس تستطيع منح الثقة لمن تتوفر فيه هذه الصفات".
وأكد على أهمية "ألا تقوم الحكومة على أساس طائفي، وأن يكون هناك مشاركة لكل الألوان الدينية ضمن حكومة فيها مثلاً إخوتنا الدروز وإخوتنا العلويون وإخوتنا المسيحيون، وفيها من كل الطبيعة الجغرافية والديموغرافية لسوريا".
كما أوضح البحرة، أن "أعضاء الائتلاف كانوا في حمص، وعقدوا اجتماعات ممتازة ورائعة مع بعض المكونات من أهالي المدينة، وقاموا بتقريب وجهات نظرهم وطمأنتهم، وسعوا في ترسيخ السلم الأهلي في المدينة".