الحكومة الأمنية الإسرائيلية تجتمع للنظر في اتفاق الهدنة في قطاع غزة

أربيل (كوردستان24)- تجتمع الحكومة الأمنية الإسرائيلية الجمعة بعد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن رهائن، على ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فيما أعربت واشنطن عن "ثقتها" ببدء الهدنة الأحد.

ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته قطر والولايات المتحدة الأربعاء، حيز التنفيذ الأحد في حال أقرته الحكومة الإسرائيلية.

وينص في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل.

وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام، خلال هذه المرحلة الأولى.

وقال مكتب نتانياهو في بيان "تبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من فريق التفاوض بأنه تم التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن الرهائن".

وأشار مكتب نتانياهو إلى أن "رئيس الوزراء أمر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بالاجتماع غدا (الجمعة). وستجتمع الحكومة بعد ذلك للمصادقة على الاتفاق".

وأضاف المكتب أنه تم إبلاغ عائلات الرهائن وأن الاستعدادات تجري لاستقبالهم.

ووصف قادة دول مجموعة السبع، الخميس الاتفاق بأنه "تطور مهم"، داعين حماس وإسرائيل إلى العمل على "تنفيذه الكامل".

وقال القادة في بيان "نحض فورا جميع الأطراف على التفاوض بشكل بناء على المراحل اللاحقة للاتفاق، لضمان تنفيذه الكامل وإنهاء الأعمال القتالية نهائيا".

ويضمن نتانياهو الحصول على غالبية مؤيدة للاتفاق رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف. وقال أحد هؤلاء الوزراء، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الخميس إنه سيستقيل في حال أقرت الحكومة اتفاق الهدنة الذي وصفه بأنه "غير مسؤول".

واتهمت الدولة العبرية حركة حماس بـ"التراجع" عن بنود من اتفاق وقف إطلاق النار واتهم مكتب نتانياهو الحركة بـ"محاولة الابتزاز للحصول على تنازلات في اللحظات الأخيرة".

إلا أن القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أكد لوكالة فرانس برس أن "لا أساس لمزاعم نتانياهو عن تراجع الحركة"، مطالبا الإدارة الأميركية بـ"إلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق".

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن ثقته بدخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وقال خلال مؤتمر صحافي وداعي في واشنطن "أنا واثق وأتوقع أنّ التنفيذ سيبدأ، كما قلنا، يوم الأحد".

ودعت مصر التي شاركت في جهود الوساطة إلى جانب قطر والولايات المتحدة إلى تطبيق فوري للاتفاق.

في قطاع غزة حيث استقبل الإعلان عن الاتفاق بمظاهر الفرح، أدت غارات إسرائيلية إلى مقتل 81 شخصا في 24 ساعة على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس.

وأشار الدفاع المدني في قطاع غزة إلى تكثيف كبير في عمليات القصف التي تواصلت طوال يوم الخميس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب حوالى "50 هدفا" في غضون 24 ساعة.

 

تسريع المفاوضات 

واندلعت الحرب مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.

وقُتل أكثر من 46788 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأتى الاتفاق بعد تسريع المفاوضات المتعثرة منذ أكثر من سنة مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الاثنين.

وأكد هذا الأخير أن الاتفاق ما كان ليحصل لولا الضغوط التي مارسها إلى جانب إدارته المقبلة.

وقال "غيرنا مسار الأمور وقد غيرناه بسرعة وبوضوح وينبغي أن يحصل ذلك قبل أن أقسم اليمين".

وأفاد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ الأحد في مرحلة أولى تنص على "وقف إطلاق نار شامل" والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع.

وأكد بايدن أن إسرائيل من جانبها "ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين".

ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح.

 

المستقبل السياسي عالق 

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستكون مكرسة لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم في القطاع.

وخلال المرحلة الأولى سيتم التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع حد نهائي للحرب، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقد دمرت الحرب قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 ويعاني أساسا من الفقر والبطالة، واضطر غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح، ما أدى إلى كارثة إنسانية كبيرة.

ولا يتطرق اتفاق وقف إطلاق النار إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة حيث سيطرت حركة حماس على السلطة في العام 2007.