الجزء الاول.. رحلة إلى قلب الماساي.. قبيلة تعيش على حافة الحضارة
أربيل (كوردستان24)- في عالم يتجه نحو الحداثة والتطور التكنولوجي، ما زالت هناك شعوب تحافظ على أنماط حياتها التقليدية، بعيدة عن مظاهر العصر الحديث. قبيلة "الماساي"، التي تعيش بين كينيا وتنزانيا، واحدة من أكثر القبائل غموضاً وإثارة للدهشة، حيث يتوارث أبناؤها عادات وتقاليد تعود إلى مئات السنين.
في تقرير خاص لقناة كوردستان24، انطلق فريق برنامج (لەدوورەوە – في المهجر) في رحلة شاقة نحو قلب إفريقيا، لاكتشاف أسرار هذه القبيلة الفريدة، والعيش ليوم واحد بين رجالها الذين لا يخشون الأسود، ونسائها اللاتي يحملن إرثاً ثقافياً غنياً. كيف يعيش الماساي؟ وما هي التقاليد الغريبة التي ما زالوا يمارسونها حتى اليوم؟ تابعوا معنا هذه المغامرة الشيقة!
على تخوم كينيا وتنزانيا، تعيش قبيلة الماساي حياة فريدة من نوعها، محاطة بالغابات والحياة البرية، بعيدًا عن مظاهر الحداثة. رحلة استكشاف هذه القبيلة لم تكن سهلة، لكنها كانت تستحق العناء، لنقل صورة عن مجتمع حافظ على تقاليده رغم تغيرات الزمن.
بدأت رحلتنا من إقليم أروشا، حيث امتدت المسافة إلى مناطق الماساي لما يقارب أربع إلى خمس ساعات عبر طرق وعرة، لا يمكن اجتيازها إلا بمركبات خاصة تتحمل التضاريس القاسية. مع اقترابنا من غابات كورنكو، ازدادت التحديات؛ حيث يحظر على الزوار إصدار أصوات عالية أو إطعام الحيوانات التي تجوب المنطقة بحرية، مثل الأسود والفهود والفيلة، ما جعلنا نشعر وكأننا دخلنا عالمًا آخر.
تُعرف قبيلة الماساي بتنقلها المستمر وعدم استقرارها في قرى ثابتة. يعتمد أفرادها على تربية الأبقار كمصدر أساسي للعيش، حيث تُعتبر الأبقار رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية. وعند وصولنا إلى إحدى المستوطنات، كان الاستقبال مميزًا برقصة تقليدية، حيث يقفز الشباب عاليًا في الهواء كجزء من استعراض لياقتهم، وهو أحد مقاييس الجمال لديهم.
المساكن هنا بسيطة للغاية، تُبنى من خليط من الطين وروث الأبقار وأوراق الشجر، ما يمنحها قوة ومتانة ضد الظروف المناخية القاسية. وبينما قد يظن البعض أن هذه المواد ستصدر روائح كريهة، فإنها في الواقع تُستخدم كإسمنت طبيعي يحافظ على الحرارة الداخلية ويحمي من الأمطار.
أحد أكثر التقاليد غرابة في قبيلة الماساي هو أن الشاب الراغب في الزواج يجب أن يثبت شجاعته بقتل أسد أو فهد، ثم يجلب رأسه إلى القبيلة كدليل على قوته. هذه العادة، رغم خطورتها، ما زالت تحظى بأهمية كبيرة بين أبناء العشيرة.
خلال حديثنا مع زعيم القبيلة، أوضح لنا أن الرجل يمكن أن يتزوج من عدة نساء، وقد يصل عدد زوجاته إلى سبعين، ليكوّن عائلة كبيرة مترابطة. في مجتمع الماساي، الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو بناء لمجتمع قوي قائم على القيم التقليدية.
على عكس ما هو شائع، لا يخاف رجال الماساي من الحيوانات المفترسة، بل العكس هو الصحيح، حيث تهابهم الأسود والفهود نظرًا لشجاعتهم في الصيد. هذه العلاقة الفريدة بين البشر والطبيعة تجعلهم من أكثر القبائل تميزًا في القارة الأفريقية.
رحلتنا إلى قلب الماساي كانت تجربة لا تُنسى، مليئة بالمغامرات والاكتشافات عن شعب لا يزال يحافظ على نمط حياة لم يتغير عبر الزمن. تابعونا لمزيد من التقارير عن الشعوب والثقافات الفريدة حول العالم.
الترجمة: أحمد عبدالرزاق - كوردستان24