التوترات الأمريكية والإيرانية في العراق.. صراع اقتصادي ومصالح متضاربة

أربيل (كوردستان24)- كشفت مجلة "فورين أفيرز"، المقربة من وزارة الخارجية الأمريكية، أن تحرك واشنطن لإنهاء سيطرة إيران على العراق ومواجهة نفوذها المتزايد قد يحرم طهران من آخر ورقة اقتصادية متبقية لها في المنطقة، مما سينهي استغلال العراق كمصدر اقتصادي داعم للمصالح الإيرانية.

ووفقاً للتقرير، فإن إيران، بعد خسارتها لحزب الله اللبناني ونظام الأسد كمصادر دعم اقتصادي، باتت تعتمد بشكل كبير على العراق. لذا، تسعى الولايات المتحدة حالياً لاستغلال تعاون الحكومة العراقية وخشيتها من العقوبات الأمريكية للحد من العلاقات الاقتصادية بين بغداد وطهران، والتي أسهمت في تعزيز قوة إيران خلال السنوات الماضية.

أصبح العراق بمثابة سوق رئيسي للبضائع الإيرانية من جهة، ومصدر دخل لإيران عبر بيع الغاز والكهرباء من جهة أخرى. وللحد من هذا النفوذ، تحاول واشنطن فرض المزيد من الضغط عبر تهديد العراق بعقوبات اقتصادية إذا لم يتجه لفك ارتباطه مع إيران، خاصة فيما يتعلق بتمويل المجموعات المسلحة وتهريب الأموال.

يُذكر أن العراق يعتمد على إعفاءات أمريكية لاستيراد كميات كبيرة من الغاز والكهرباء من إيران. على سبيل المثال، في عام 2022 رفع العراق وارداته من الكهرباء الإيرانية إلى 400 ميغاواط، وفي عام 2024 تم الاتفاق على استيراد 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لمدة خمس سنوات، بقيمة 6 مليارات دولار.

أما فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري، فقد صرّح فرود عسكري، الرئيس العام للجمارك الإيرانية، بأن طهران صدّرت إلى العراق بضائع غير نفطية بقيمة تجاوزت 10 مليارات دولار خلال عشرة أشهر فقط.

تسعى واشنطن من خلال تقليص العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى تشديد الخناق الاقتصادي على طهران وإضعافها أكثر، ضمن استراتيجية تهدف إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة.