الختائم في حضرموت.. محافل رمضانية تجمع بين العبادة والعادات المتوارثة

أربيل (كوردستان 24)- تتميز بعض المدن اليمنية في رمضان بفعاليات دينية واجتماعية فريدة. في حضرموت شرقي اليمن، تعد "الختائم" واحدة من هذه الفعاليات التي تضم مجموعة متنوعة من الطقوس والأنشطة خلال الأيام والليالي الرمضانية الوترية.
و"الختائم" كلمة يعنى بها فعاليات ختم القرآن الكريم. هنا وسط مدينة تريم الحضرمية، يحتفي سكان كل حي على حدة، بختم المصحف الشريف لمسجد الحي. شيوخا وشبابا وأطفالا، يجوبون الشوارع في مهرجان مفتوح وواسع، يشمل ترديد الأهازيج وأداء الرقصات الشعبية، وتبادل دعوات الضيافة على موائد جماعية للإفطار؛ ابتهاجا بهذه المناسبة، التي تمثل جزءا هاما من الموروث الشعبي والديني للأهالي، وفرصة للبهجة بين زحمة المنغصات.
يصف أحمد الهادي، أحد المشاركين في الاحتفالات، هذه العادات بأنها "فرصة للترويح عن النفس" في ظل الظروف المعيشية الصعبة، مشيراً إلى أن هذه التقاليد تخلق لحظات من السعادة والتآلف بين الأهالي.
لا تقتصر فعاليات الختائم على الاحتفال خلال النهار، ففي اليوم ذاته، ترتسم لوحات روحانية فريدة في المسجد الذي يحتفل أهل حيه بالختم. في مسجد المحضار أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية لليمن، يرتص رواد المسجد وضيوفه في صفوف متتالية، لإنشاد الموشحات والمدائح النبوية بشكل جماعي، وهو تقليد متوارث منذ القدم.
من جهته، يقول ناظر مسجد المحضار، عمر بن شهاب إن "هذه الموشحات على ثلاثة أنواع، نوعان منها في المديح النبوي، وهي (الوترية والفزازية) ونوع ثالث يُعرف بالقوافي، والأخير هو للوعظ والتذكير، أما المدائح النبوية فهي لاستنهاض الهمم من أجل أداء الحج والعمرة وزيارة النبي محمد عليه الصلاة والسلام".
أجواء من السكينة والصفاء، يصنعها الحضور الكثيف وأصوات النغم بالأدعية والأناشيد الإسلامية. طقوس وعبادات عُرفت واشتهرت بها محافظة حضرموت منذ زمن بعيد. إذ يعتقد أبناء المحافظة أن هذه الطقوس فرصةٌ لنيل لحظات من الروحانية وتقوية الارتباط الديني وتعزيز العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد.
تقرير مراسل كوردستان24 في اليمن أيمن قائد