مائدة العيد في شيخان.. نموذج فريد للتعايش بين مكونات كوردستان
أربيل (كوردستان24)- في كل عام، وفي اليوم الثاني من عيد الفطر، تشهد قرية مريبان في قضاء شيخان بأقليم كوردستان العراق، احتفالًا خاصًا يعكس روح التعايش بين مختلف المكونات، حيث يجتمع المسلمون والمسيحيون والإيزيديون والعرب حول مائدة واحدة، في مشهد يجسد التآخي والانسجام الاجتماعي في إقليم كوردستان.
هذا التقليد السنوي يُعد فرصة لتعزيز الروابط بين أبناء المنطقة، حيث يتشاركون الطعام والحديث، مؤكدين على قيم التآلف والاحترام المتبادل.
يقول فرحان شرفاني، رئيس عشيرة الشرفانيين لكوردستان24، "نحن الشعب الكوردي رأينا الكثير من الظلم والاضطهاد والمعاناة سابقًا، لكن عندما نجتمع ونتحدث ونشكر الله، نحافظ على هذه النعمة التي نعيشها اليوم."
يعد هذا الحدث من أبرز الشهادات الحية على التعايش في إقليم كوردستان، حيث تجتمع العشائر والقوميات المختلفة في أجواء مليئة بالمحبة.
يؤكد جيايي تيمور، عضو مجلس النواب العراقي، على أهمية هذه اللقاءات بقوله، "بلا شك، هذه التجمعات مهمة جدًا لتقوية النسيج الاجتماعي لهذه المنطقة."
أما رعد عمربلي، رجل دين، فيعتبر أن هذا الحدث يحمل رسالة سلام وتعايش، قائلًا، "هذه صورة جميلة للتعايش في إقليم كوردستان بين جميع العشائر والقوميات والأديان، حيث ترى الجميع يجتمعون هنا، وهذا نموذج رائع."
من جانبه، يشير القس يوحنا معن إلى أن هذه اللقاءات تعكس عمق العلاقات بين أبناء المنطقة، مضيفًا،"نحن نعيش هنا معًا كإخوة، وهذا الحدث يؤكد أخوّتنا بين مكونات المنطقة."
كجزء من هذه التقاليد، يتم تحضير وجبة غداء لأكثر من ثلاثة آلاف شخص، حيث يجتمع الجميع في جو من الألفة لتعزيز الروابط الاجتماعية.
من خلال هذه التجمعات، تسعى مكونات شيخان إلى تعزيز التآخي والعيش المشترك، ليكون هذا الحدث السنوي رمزًا للتقارب والانفتاح، ورسالة واضحة بأن التعايش هو أساس الاستقرار والرفاهية في المجتمع.
تقرير: آري حسين - مراسل كوردستان24