بعد ثماني سنوات من تحرير الموصل.. ضحايا الحرب ما زالوا بانتظار الاعتراف والإنصاف

أربيل (كوردستان24)- رغم مرور ما يقارب ثماني سنوات على انتهاء معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش، لا يزال كثير من ذوي الضحايا في المدينة ينتظرون اعترافاً رسمياً بخسائرهم، وسط وعود حكومية لم تتحقق حتى اليوم.

في حي الموصل الجديدة، عاد يوسف راشدي إلى منزله المدمر، حاملاً في قلبه مرارة الفقد. فقد سبعة من أفراد عائلته في القصف الذي رافق العمليات العسكرية، لكن أسماءهم لم تُدرج حتى الآن ضمن قوائم الشهداء المعترف بهم رسمياً.

يقول يوسف لموقع كوردستان24: في أحياء تل رومان، الموصل الجديدة، حي الشهداء والمعلمين، الناس قدموا تضحيات هائلة. جيراني فقط فقدوا 17 شخصاً، وهذا منزلي الذي تهدم بالكامل، سبعة من عائلتي قضوا فيه".

ولم تكن مأساة يوسف استثناءً، بل نموذجاً لمعاناة آلاف العائلات. منظمة محلية تُعنى بإيصال صوت ذوي الضحايا تحاول جمع الشهادات وتوثيقها، من بينها حالة سهاد طارق، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي فقدت ابنة أختها في القصف، بينما لا يزال مصير زوجها مجهولاً.

تقول سهاد لكوردستان24: تعرضنا لقصف شديد من قبل الإرهابيين. فقدت ابنة أختي، وزوجي ما زال مفقوداً. حتى الآن لم نحصل على أي حقوق، ونطالب الحكومة بالوفاء بوعودها".

ورغم حجم التضحيات التي قدمها سكان الموصل، يشكو الأهالي من عدم تنفيذ الحكومة الاتحادية لوعودها المتعلقة بتعويضات الشهداء والمفقودين، فضلاً عن إعادة الإعمار.

ويؤكد النائب الأول لمحافظ نينوى، سيروان روژبياني، أن حجم الميزانية المخصصة لإعمار المدينة لا يرقى لمستوى ما قدمه الأهالي من تضحيات.

ويقول روژبياني في حديثه لكوردستان24: خلال معركة تحرير الموصل في عامي 2016 و2017، سقط آلاف المدنيين ضحايا. وفقاً لإحصائية مؤسسة الشهداء والمفقودين في الموصل، تم تسجيل 18 ألف حالة حتى الآن".

شهدت مدينة الموصل واحدة من أشرس المعارك في الحرب ضد تنظيم داعش، حيث اندلعت العمليات العسكرية لتحرير المدينة في أواخر عام 2016، وانتهت بإعلان التحرير في يوليو 2017. وأسفرت المعارك عن دمار واسع في البنى التحتية وخسائر بشرية كبيرة، ما زال كثير من ذويها بانتظار العدالة والتعويض.

تقرير مراسل كوردستان24 في الموصل درمان باعدري

 
Fly Erbil Advertisment