نينوى تشنّ حربًا على السحرة وأصحاب المحتوى الهابط

أربيل (كوردستان 24)- شنت مديرية الأمن الوطني في نينوى حملة أمنية أسفرت عن اعتقال تسعة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، أول أمس، بتهمة الترويج لمحتوى هابط. ما يميز هذه الحملة أن من بين المعتقلين أشخاصًا يروجون لمشاريعهم التجارية بطرق غير تقليدية، من خلال الظهور في مقاطع فيديو تتضمن رقصات وحركات غريبة، ومسابقات ترفيهية وملفتة.
أثارت هذه الحملة ردود فعل واسعة بين سكان مدينة الموصل، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. فبينما رأى البعض أن إيقاف هذا النوع من المحتوى ضرورة للحفاظ على سمعة المدينة، اعتبر آخرون أن الأمر يُعدّ انتهاكًا للحريات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بالترويج للمنتجات والمطاعم.
وقال محافظ نينوى في تصريح له، إنه يعارض أسلوب بعض التجار في الترويج لمنتجاتهم عبر محتوى هابط يسيء لمدينة الموصل.
ومن أبرز المعتقلين بائع السمك المعروف بـ"أبو جنة"، وصاحب محل آخر يُعرف بلقب "مينا مينا"، إضافة إلى آخرين.
ولم تتوقف الحملة عند هذا الحد، إذ أصدر مكتب محافظ نينوى قرارًا يدعو الأجهزة الأمنية إلى منع انتشار الظواهر السلبية، وعلى رأسها أعمال السحر والشعوذة، مؤكدًا أن مثل هذه الممارسات تسيء إلى صورة المدينة. ووجّه المحافظ الأجهزة الأمنية والاستخبارية، أمس، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظواهر.
في سياق متصل، داهمت القوات الأمنية بالتعاون مع وزارة الثقافة وجهاز الأمن السياحي عددًا كبيرًا من المقاهي والكافتيريات في الموصل، ومنعت دخول من هم دون سن الثامنة عشرة، مع التركيز على بعض المقاهي التي تعمل فيها فتيات.
جاءت هذه الخطوات استجابةً لمطالبات شخصيات دينية واجتماعية بارزة في المدينة، من بينهم الشيخ محمد الشماع، إمام جامع النبي يونس، الذي دعا إلى ملاحقة كل الظواهر التي تسيء للمدينة وأهلها، بما فيها المقاهي الليلية وأعمال السحر والمحتوى الهابط.
تُعرف مدينة الموصل تاريخيًا بأنها مدينة محافظة، تتمسك بالقيم الإسلامية، وتتميّز بإرثها الثقافي والفني والأدبي، وتضم مراقد أنبياء وصالحين، ويسكنها غالبية مسلمة ملتزمة.
وفي عام 2023، أصدر مجلس القضاء الأعلى توجيهات باتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المحتوى المسيء للذوق العام، بهدف تحقيق الردع العام.
وتنص المادة (403) من قانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969 المعدل على أن: «كل من صنع أو استورد أو صدر أو حاز أو أحرز أو نقل بقصد الاستغلال أو التوزيع كتابًا أو مطبوعات أو كتابات أخرى أو رسوماً أو صوراً أو أفلاماً أو رموزاً أو غير ذلك من الأشياء إذا كانت مخلة بالحياء أو الآداب العامة، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين، أو بغرامة لا تقل عن مائتي دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين».
وفي تطور جديد، اعتقلت السلطات الأمنية، فجر اليوم، الفنانة همسة ماجد في مطار بغداد أثناء عودتها من أربيل، بناءً على دعوى قضائية تتعلق بقضايا النشر، مما يؤكد استمرار الحملة التي بدأت قبل عامين، وأدت إلى اعتقال العشرات من مشاهير مواقع التواصل، وتغريمهم، وسجن بعضهم، وإلزامهم بتوقيع تعهدات بوقف نشر المحتوى المسيء.
