خيمة الموت في خان يونس: نيران إسرائيلية تبتلع عائلة نازحة في ليلة مأساوية

أربيل (كوردستان24)- في ليلة حالكة بالسواد، لم تكن خيم النازحين في منطقة المواصي جنوب مدينة خاني ونس سوى أهداف مرصودة للنيران الإسرائيلية. خيمةٌ كانت حتى الأمس ملاذًا أخيرًا لعائلة لجأت من ويلات الحرب، تحولت فجأة إلى موقدٍ للموت والرماد.

صاروخ إسرائيلي أحرق أحلامهم ونومهم، وأسفر عن استشهاد أكثر من عشرة أفراد من عائلة واحدة، معظمهم من النساء والأطفال. مشهد الجثث المتفحمة تجاوز حدود الوصف، وسط ذهول وصدمة لم تغادر وجوه من شهدوا المأساة عن قرب.

شهادات مروعة من مسرح الجريمة

صفاء عاشور، وهي نازحة فقدت جيرانها في تلك الخيمة، قالت لـكوردستان24: "كانوا نائمين، سقط عليهم صاروخ وأحرق الخيمة. النيران اشتعلت في أجسادهم، كلهم تفحموا، أغلبهم أطفال ونساء. لم نتمكن من إنقاذ أحد".

أما فريد بريكة، وهو نازح فقد أبناء عمومته في الهجوم، فأعرب عن غضبه وألمه قائلاً: "وكأنه نووي نزل علينا. ربما الصواريخ النووية أهون من هذه الحارقة. نعيش في جحيم، فقدنا أولاد أعمامي، أمس كانوا معنا، واليوم صاروا أشلاء".

الكرسي المتحرك... شاهد صامت على المأساة

في وسط الركام، كان كرسيٌّ متحرك لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يزال في مكانه، شاهداً أبكمَ على المجزرة. الطفل الذي لم يتمكن حتى من الفرار، استشهد محترقًا داخل خيمته، ولم يتبقَ منه سوى بقايا عظام مهشمة.

فواز أبو الروس، أحد الشهود، قال لـكوردستان24: "الطيران الإسرائيلي استهدف الخيمة بشكل مباشر. النيران كانت كثيفة جداً. استشهد طفل مقعد عمره 10 سنوات. لم نستطع التدخل، فقط انتشلنا جثته المتفحمة وكرسيه بقي مكانه".

استهداف مستمر بذريعة "المناطق الآمنة"

منذ أسابيع، يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات مكثفة على منطقة المواصي، التي تصنّفها السلطات الإسرائيلية بأنها "آمنة للنازحين". لكن الواقع على الأرض يكذب هذه الادعاءات، حيث سقط عشرات الضحايا من المدنيين في تلك المناطق، في خيامهم التي من المفترض أن تحميهم.

إنها خيمة واحدة فقط، لكنها تختزل معاناة شعب بأكمله، يعيش تحت القصف والترويع، في أماكن نزوح أصبحت اليوم شواهد دم على هشاشة الإنسانية.

مراسل كوردستان24 في غزة - بهاء الطوباسي

 
 
 
Fly Erbil Advertisment