البابا يتمنّى "فصحا مجيدا" من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس

أربيل (كوردستان24)- أطل البابا فرنسيس الذي لا يزال يتعافى جراء إصابته بالتهاب رئوي حاد، الأحد على شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، ليتنمى "عيد فصح مجيدا" لآلاف المؤمنين المحتشدين للاحتفال بأهم الأعياد في التقويم المسيحي.
وبعد شهر واحد فقط على مغادرته المستشفى، ظهر البابا البالغ من العمر 88 عاما، على كرسي متحرّك ومن دون أنابيب أكسجين، بعد قليل من الساعة 12,00 (10,00 بتوقيت غرينتش)، لتقديم بركاته التقليدية للمدينة والعالم، التي نُقلت عبر وسائل إعلام في جميع أنحاء العالم.
وكانت هناك شكوك بشأن مشاركة البابا، إذ أفاد المكتب الإعلامي التابع للكرسي الرسولي في وقت سابق بأنّه حريص على الحضور من دون تأكيد ذلك، مشيرا إلى أنّ الأمر يعتمد على صحته والطقس.
وفيما لا يزال الحبر الأعظم ضعيفا ويكافح من أجل التكلم رغم تحسّن تنفّسه، فقد فوّض أحد معاونيه قراءة نصّ رسالته الذي استعرض فيه عموما النزاعات في العالم.
وندد بـ"وضع مأساوي مخجل" في قطاع غزة، محذرا في الوقت ذاته من "تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم".
وقال "أدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتقديم المساعدات للشعب الجائع والذي يتطلّع إلى مستقبل سلام".
وقبل وقت قليل من ذلك، استقبل البابا فرنسيس نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في "لقاء خاص" لـ"عدّة دقائق" في مقرّ إقامته في سانتا مارتا حيث يعيش في الفاتيكان، وذلك بعد شهرين من التوترات الدبلوماسية على خلفية انتقادات البابا لسياسة الهجرة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وللمرة الأولى منذ انتخابه في العام 2013، غاب البابا الذي يمثّل 1,4 مليار كاثوليكي، عن معظم فعاليات أسبوع الآلام بما في ذلك درب الصليب في الكولوسيوم الجمعة وصلاة عيد الفصح مساء السبت، والتي فوّضها إلى الكرادلة.
ولكنّه ظهر لوقت قصير السبت في كاتدرائية القديس بطرس للصلاة أمام أيقونة العذراء مريم قبل أن يحيّي المصلّين ويوزّع الحلوى على الأطفال.
وبدأ قداس عيد الفصح الذي يحيي ذكرى قيامة المسيح، في الساعة 8,30 صباحا بتوقيت غرينتش في ساحة القديس بطرس المزيّنة بآلاف الزهور الهولندية، بحضور حوالى 300 من الكهنة والأساقفة والكرادلة، برئاسة الكاردينال الإيطالي أنجيلو كوماستري.
وتوقع المنظمون حضور حشود أكبر من المعتاد بسبب احتفالات العام 2025، وهي "السنة المقدّسة" للكنيسة الكاثوليكية التي تحلّ كل ربع قرن، والتي يتوافد خلالها ملايين الحجّاج إلى المدينة.
- "نريد رؤيته" -
وقالت ماري ماندا وهي كاميرونية تبلغ من العمر 59 عاما، لوكالة فرانس برس، "بالطبع، نأمل في رؤية البابا ولكن إذا كان لا يزال يعاني (من المرض) فإنّنا سنرى ممثله. ولكننا نريد رؤية البابا، وحتى إن كان مريضا نريد رؤيته".
مساء السبت، ترأس الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري عميد مجمّع الكرادلة، قداس ليلة الفصح على ضوء آلاف الشموع التي أنارت أجواء كنيسة القديس بطرس المهيبة.
وفي مشاركته العامّة الوحيدة التي جرت خلال أسبوع الآلام هذا، زار البابا الذي من المفترض أن يلتزم بفترة راحة صارمة لمدّة شهرين بدون أنشطة عامة، سجنا في وسط روما الخميس، حيث التقى بحوالى 70 سجينا، كما يفعل كلّ عام.
وردا على سؤال الصحافيين عن كيفية قضائه عيد الفصح هذه السنة، قال البابا فرنسيس بصوت متقطّع "أنا أعيشه بأفضل ما أستطيع".
وكان البابا فرنسيس الذي يعاني من الضعف بسبب المشاكل الصحية المتكرّرة والتدخّلات الجراحية، على وشك الموت مرّتين خلال فترة إقامته في مستشفى جيميلي لمدّة 38 يوما، والتي خرج منها في 23 آذار/مارس.
وفي آخر ظهوراته العامة، توقف البابا عن استخدام أنابيب الأكسجين الأنفية، ما يشكّل علامة على التقدّم الذي تشهده صحّته خلال فترة إعادة تأهيله في الفاتيكان.
وعلى نحو غير معتاد، يحتفل المسيحيون في العالم أجمع بعيد الفصح في اليوم ذاته هذا العام، بسبب توافق التقويم الغريغوري الذي يتبعه الكاثوليك والبروتستانت والتقويم اليولياني الذي يتبعه الأرثوذكس.
AFP