حرية الصحافة والانتهاكات في سوريا ما بعد الأسد

صحفيون سوريون واقفون بجانب خوذة ودرع الصحفي أنس الخربوطلي الذي قُتِل بقصفٍ للنظام في حماة
صحفيون سوريون واقفون بجانب خوذة ودرع الصحفي أنس الخربوطلي الذي قُتِل بقصفٍ للنظام في حماة

لسنوات طويلة، كانت حرية الصحافة في سوريا مقيدة بشكل صارم. حتى وقت قريب، لم يكن مسموحًا التصوير في الأماكن العامة بالعاصمة دمشق دون تصاريح أمنية يصعب الحصول عليها. ولكن منذ ما يُعرف بـ"تحرير سوريا"، تغيرت الأوضاع بشكل جذري، حيث أصبح العمل الإعلامي أكثر حرية والتصوير في الأماكن العامة أمراً عادياً.

الصحفية ألما البارودي صرّحت لـ"كوردستان24": "في السنوات الماضية، كان العمل الصحفي محظورًا، وحتى التصوير في بعض الأماكن كان يتطلب موافقات شبه مستحيلة. أما الآن، فنحن نمارس عملنا بحرية، ونعبر عن آرائنا دون رقابة، بعد أن كنا نُحاسب على كلمات أو جمل بعينها."

الصحفية ألما البارودي

سلطان الأطرش، منسق رابطة الصحفيين السوريين، قال بدوره لكوردستان24:

"لا يمكن تقييم حرية الصحافة خلال شهر أو شهرين فقط. نحتاج إلى مرور ستة أشهر أو عام لنتمكن من تقييم فعلي لواقع الحريات ومدى قدرة الصحفي على الوصول إلى المعلومة. لكن يمكننا القول الآن إن هناك تحسنًا ملموسًا، وهذه خطوة إيجابية إذا استمرت."

بعد تغيير النظام، دخل سوريا أكثر من 1500 وفد صحفي، وبدأت أكثر من 150 وكالة إعلامية العمل داخل البلاد، بدعم وتسهيلات من وزارة الإعلام الجديدة.

سلطان الأطرش، منسق رابطة الصحفيين السوريين

علي الرفاعي، مدير العلاقات الإعلامية في وزارة الإعلام السورية، أوضح لـ"كوردستان24":

"تعمل الوزارة على تهيئة بيئة إعلامية حرة تدعم جميع الصحفيين، وتسعى لإزالة العراقيل التي كانت تواجههم في السابق. منذ التحرير وحتى الآن، سهلنا دخول أكثر من ألف وفد إعلامي لتغطية الأحداث الجارية في سوريا."

ومنذ تسلم الحكومة الجديدة، بادرت وزارة الإعلام إلى إصلاحات واسعة شملت إلغاء العديد من القوانين التي كانت تكبل حرية التعبير وتحدّ من عمل الصحفيين.

فعلى مدى خمسة عقود، كانت حرية الصحافة في سوريا شبه غائبة، إذ خضعت المؤسسات الإعلامية لرقابة مشددة وسيطرة صارمة. فهل يشهد المشهد الإعلامي السوري اليوم انطلاقة جديدة نحو الانفتاح وضمان حرية التعبير، بعد عقود من القمع والتعتيم؟

علي الرفاعي، مدير العلاقات الإعلامية في وزارة الإعلام السورية

وإنهار نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024 خلال هجوم واسع شنته قوات المعارضة.

وقادت هيئة تحرير الشام هذا الهجوم، بدعم أساسي من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، في إطار الحرب الأهلية السورية المستمرة التي بدأت مع الثورة السورية عام 2011.

وشكلت سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق نهاية لحكم عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بنظام شمولي وراثي منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة عام 1971 إثر انقلاب عسكري.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971، عندما استولى حافظ الأسد على السلطة وأصبح رئيسًا لسوريا تحت حكم حزب البعث السوري. وبعد وفاته في يونيو 2000، خلّفه ابنه بشار الأسد.

تقرير انور عبداللطيف - دمشق - كوردستان24

 
 
 
Fly Erbil Advertisment