أفغانستان وباكستان تبحثان في تركيا آليات إرساء وقف إطلاق النار

أربيل (كوردستان 24)- استأنفت أفغانستان وباكستان السبت محادثاتهما في تركيا بهدف إرساء وقف دائم لإطلاق النار على حدودهما المشتركة، فيما حذرت إسلام آباد من أن فشلها قد يؤدي إلى "حرب مفتوحة".

أسفرت المواجهات التي اندلعت قبل أسبوعين عن عشرات القتلى، بينهم مدنيون، بعدما اتهمت حكومة طالبان باكستان بالوقوف وراء تفجيرات في وسط كابول، لتشنّ هجوما انتقاميا على الحدود.

وردّت إسلام أباد متوعدة بـ"رد قوي"، ونفذت بحسب مصادر أمنية "ضربات دقيقة" استهدفت مجموعات مسلحة داخل الأراضي الأفغانية، في صلب الخلاف بين البلدين.

وتوصل الطرفان إلى هدنة منذ أسبوع بوساطة قطرية، لكن تفاصيلها لا تزال غير واضحة ومن المقرر بحثها في اسطنبول.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف للصحافيين السبت "المناقشات مستمرة"، محذرا من خطر اندلاع "حرب مفتوحة" إذا فشلت المحادثات.

وتريد حكومة طالبان من هذه المفاوضات ضمان الحفاظ على وحدة أراضي أفغانستان. أما بالنسبة الى إسلام آباد، فتسعى عبرها إلى معالجة "التهديد الإرهابي المنطلق من الأراضي الأفغانية والذي يستهدف باكستان"، وفقا لما قال الناطق باسم وزارة الخارجية طاهر حسين أندرابي الجمعة.

ولاحظ أندرابي في مؤتمر صحافي أن "أي هجمات إرهابية كبيرة انطلاقا من الأراضي الأفغانية لم تُسجّل في باكستان منذ اجتماع قطر، لذا يمكننا تسليط الضوء على بعض النجاحات على مستوى الوقائع".

تبادل معلومات

وتُشكّل المسائل الأمنية أبرز جوانب التوترات الثنائية المتكررة.

فإسلام آباد التي تواجه تجددا في الهجمات ضد قواتها الأمنية، تتهم أفغانستان باستمرار بـ"إيواء" جماعات "إرهابية"، على رأسها حركة طالبان الباكستانية، وهو ما تنفيه كابول.

وشددت الحكومة الباكستانية خلال المواجهة على ضرورة أن تضبط سلطات طالبان مجددا الأراضي الأفغانية.

أما من المنظور الباكستاني، فالأهم هو أن "اجتماع تركيا سيكون حاسما، إذ ستُعتمد فيه +الآليات+ اللازمة للتدخل عندما تُبدي باكستان مخاوفها بشأن الجماعات المعادية لها في أفغانستان"، بحسب المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في أفغانستان إبراهيم بهيص.

واشار بهيص الى أن هذه "الآليات" تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، موضحا "على سبيل المثال، يُمكن لباكستان تزويدنا الإحداثيات الجغرافية لمقاتلي أو قادة حركة طالبان باكستان، وبدلا من شنّ ضربات جوية، نتوقع من أفغانستان أن تتصرف (مباشرة) ضدهم".

لكنه أقرّ في حديث لوكالة فرانس برس بأن "من غير المؤكد أن هذا سيحل المشكلة". وأضاف "ليس لديّ أمل كبير في أن تُعالج آلية فنية الأسباب الجذرية للتصعيد".

ووقعت الانفجارات الأولى في كابول قبل أسبوعين في الوقت الذي بدأ فيه كبير دبلوماسيي طالبان زيارة غير مسبوقة إلى الهند، العدو التاريخي لباكستان.

ولم تؤكد تركيا استضافتها اجتماع السبت، ولم تُشر إلا الأسبوع الماضي إلى أنها "ستواصل دعم الجهود الرامية إلى إرساء سلام دائم (...) بين البلدين الشقيقين".

ويرأس الوفد الأفغاني نائب وزير الداخلية حاجي نجيب، في حين لم تكشف إسلام أباد عن ممثليها في المحادثات.

 

المصدر: فرانس برس 

 
Fly Erbil Advertisment