الشرع: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا قرار "تاريخي شجاع"

الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع

أربيل (كوردستان 24)- رحّب الرئيس السوري أحمد الشرع، بقرار "تاريخي شجاع" اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات التي فرضت على دمشق خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال الشرع في كلمة متلفزة، مساء الأربعاء، بعد ساعات من عقده لقاء مع الرئيس الأمريكي في الرياض، إن "قرار رفع العقوبات (كان) قراراً تاريخياً شجاعاً أزال به معاناة الشعب وساعد على نهضته وأرسى أسس الاستقرار في المنطقة".

وأضاف أن سوريا عانت في السنوات الماضية من "مرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط"، مشيراً إلى مآسي القتل والتهجير والاعتقال، ودمار مقدرات الدولة ونهبها من قبل "السراق القتلة". 

وأكد أن سوريا تحولت حينها إلى "بيئة طاردة لأهلها وجيرانها"، وانعزلت عن محيطها العربي والدولي.

وأشار إلى أن "سوريا الحضارة" أصبحت غريبة عن تاريخها، وأن مستقبلها كان يُبنى "في إدلب العز، وفي ظل الثورة السورية المباركة"، حيث بدأت ملامح سوريا الجديدة تتشكل.

وأضاف: "تحررت البلاد وفرح العباد، وعادت روح الانتماء لشعبنا، وظهر جليّاً حرص الشعب على دولته الجديدة"، مؤكداً أن الدول الشقيقة وشعوبها شاركت السوريين فرحتهم، وبدأت "نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد"، رغم بقاء سوريا مكبلة بأعباء الماضي.

وعن جهود الحكومة خلال الأشهر الستة الماضية، قال الشرع إنه تم العمل على وضع أولويات العلاج للواقع المرير، من خلال الحفاظ على الوحدة الداخلية، وفرض الأمن، وتشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية، وصولاً إلى الإعلان الدستوري، عقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم المؤسسات.

كما لفت إلى الحراك الدبلوماسي النشط للتعريف بسوريا الجديدة، والذي أثمر عن مشاركة فعّالة في المنتديات الدولية، ورفع علم سوريا في الأمم المتحدة، وفتح أبواب لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية.

وفي استعراضه لجولاته الخارجية، أشار الرئيس السوري إلى زيارته إلى الرياض ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وعده بالسعي لرفع العقوبات عن سوريا. كما تحدث عن لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأشاد بموقف تركيا في استضافة ملايين السوريين طوال أربعة عشر عاماً.

وتحدث أيضاً عن زياراته إلى قطر والإمارات والبحرين والأردن ومصر، مؤكداً أن جميع القادة العرب أبدوا استعداداً صادقاً لدعم سوريا في إعادة الإعمار والنهوض من جديد. كما شكر الرئيس الجزائري والمغربي والسوداني واليمني، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على مواقفهم الداعمة.

أما على الصعيد الدولي، فأشار إلى لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أبدى استعداده المبكر لرفع العقوبات، بدعم من دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى بريطانيا التي سارعت أيضاً برفع العقوبات.

وخاطب الشعب السوري قائلاً: "لقد كانت وحدتكم وحبكم لبلدكم وتضحياتكم لأجلها، والتفافكم حول قيادتها، ذا أثر كبير في التأثير بالرأي العالمي"، مشيداً بتفاعل الجاليات السورية في الخارج، ومساهمتهم في حملة رفع العقوبات.

وأكد أن اللحظة ليست فقط للاحتفال برفع العقوبات، بل أيضاً "بالأخوة الصادقة وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة"، معتبراً أن وحدة القرار العربي والدولي لعبت دوراً حاسماً في هذا التحول.

وتابع: وقد استجاب الرئيس ترامب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات، داعياً السوريين إلى العمل الجاد من أجل بناء سوريا الحديثة، وتحقيق التقدم والازدهار.

 
 
Fly Erbil Advertisment