تلوث المياه يفاقم الفشل الكلوي في ذي قار ويحول المرضى إلى مستشفيات كوردستان

أربيل (كوردستان24)- تشهد محافظة ذي قار جنوب العراق أزمة صحية متصاعدة، وسط انتشار مقلق لحالات الفشل الكلوي بين السكان، في وقت يُرجع فيه المواطنون والجهات الصحية المحلية السبب إلى التلوث الشديد في مصادر المياه.
ووفقاً لشهادات عدد من المواطنين، فإن المرضى يضطرون إلى التوجه إلى مستشفيات إقليم كوردستان، خاصة في أربيل، لتلقي العلاج، في ظل تدهور الخدمات الصحية المحلية وغياب المعالجات البيئية.
قال فالح حسن، أحد سكان مدينة ذي قار، في حديث لكوردستان24: "انتشرت هنا أمراض الفشل الكلوي، وأمراض الجلد، وحتى السرطان. السبب واضح: المياه ملوثة تماماً، طين وحمأة ونفايات تُلقى بشكل مباشر في النهر، والجميع يرى ذلك، المسؤولون قبل المواطنين".
من جانبه، أشار المواطن سائر هادي إلى ارتفاع عدد المرضى في المستشفيات خارج المحافظة، قائلاً: "لو زرت مستشفيات أربيل، للاحظت العدد الكبير من مرضى الفشل الكلوي القادمين من جنوب العراق. نحن من الشطرة والناصرية، والأرقام مرعبة. فقط في الشطرة هناك 82 حالة حالياً. لقد تعبنا من انتظار الدولة".
وتعزز تصريحات المواطنين تقارير لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار، التي أكدت أن السبب الرئيسي لانتشار الفشل الكلوي هو التلوث البيئي، لا سيما في المياه، حيث تُلقى النفايات الصناعية والمنزلية من دون أي معالجة. كما حذرت اللجنة من دور شركات النفط في تفاقم التلوث بسبب غياب أنظمة السلامة البيئية ومعالجة المخلفات.
وقال الدكتور أحمد الخفاجي، رئيس لجنة الصحة في المجلس، في تصريح لـكوردستان24: "مياه النهر ملوثة بشكل مباشر نتيجة رمي النفايات فيها، إضافة إلى الانبعاثات الناتجة عن أنشطة شركات النفط، التي لا تُدار وفق معايير بيئية سليمة. النتيجة كارثية على صحة المواطنين".
وتتطلب هذه الأزمة الصحية المتفاقمة استجابة وطنية عاجلة، خصوصاً مع تزايد عدد المصابين وتدهور الواقع البيئي والمعيشي في المحافظة. فبينما يعيش المواطنون على أمل الحصول على العلاج، تحول النفط، الذي كان يُفترض أن يكون مصدر رفاه، إلى مصدر دائم للضرر.