11 وظيفة ومليون طامح.. سباق بطالة في بغداد يُثير جدلاً قبل الانتخابات

أربيل (كوردستان24)- في مشهد يعكس عمق أزمة البطالة في العراق، يتزاحم أكثر من مليون شخص – معظمهم من فئة الشباب – على 11 وظيفة فقط بصفة "عقد مؤقت" في مجلس محافظة بغداد، لا تتجاوز مدتها ثلاث سنوات، وبراتب لا يتعدى 300 ألف دينار شهرياً.
هذا الإقبال الكثيف والمفاجئ أثار موجة من التساؤلات، خاصة حول توقيت الإعلان عن تلك الوظائف التي تزامنت مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، ما دفع البعض إلى وصفها بـ"الدعاية الانتخابية" أكثر من كونها خطوة جادة لمعالجة البطالة.
أحد المتقدمين، أحمد رشيد، أعرب لكوردستان24، عن استغرابه من تجاهل بدائل أكثر فاعلية قائلاً، "لماذا لا تُعاد الحياة إلى المصانع؟ لو شُغّل مصنع واحد فقط، سيوفر فرص عمل لألف شاب على الأقل، دون الحاجة للهاث وراء وظيفة حكومية مؤقتة".
فيما وصف مواطن آخر المشهد بقوله، "مليون متقدم، وربما مليون آخر لم يسجل بعد. 300 ألف دينار لا تفي بأي غرض حقيقي... هذه ليست حلولاً بل أصوات انتخابية مقنعة".
الاقتصاديون يحذرون: أزمة مركبة ومؤشرات خطيرة
ويحذر مختصون في الشأن الاقتصادي من أن هذه الظاهرة ليست سوى انعكاس مباشر لتفشي البطالة من جهة، ولعجز الدولة عن خلق بدائل حقيقية من جهة أخرى، وسط اعتماد مفرط على التوظيف الحكومي الذي يثقل كاهل الموازنة.
الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم مدحت علّق على الظاهرة قائلاً لكوردستان24، "الإقبال الهائل على هذه الوظائف المؤقتة يفضح حجم البطالة المتفشية في بغداد، ويفضح أيضاً خللاً إدارياً هيكلياً في نظام الدولة".
وتأتي هذه التعيينات المؤقتة في وقت حساس، حيث تحذّر اللجنة المالية في البرلمان من أزمة محتملة تتعلق بتوزيع رواتب الموظفين، ما يضع التوسع في التوظيف الحكومي أمام علامات استفهام كبيرة.
وفي ظل غياب بدائل جادة وضعف الاستثمار في القطاع الخاص، يبقى الشباب العراقي عالقاً بين "عقود مؤقتة" لا تُغني ولا تُسمن، وبين وعود انتخابية تتكرر كل موسم.
تقرير: سيف علي – بغداد | كوردستان24