بعد ان نالت حلبجة صفة المحافظة تتطلع نحو مستقبل اقتصادي واعد

أربيل (كوردستان24)- بعد انتظار دام أكثر من عقد من الزمن، تحقق حلم مدينة حلبجة أخيرًا بنيلها رسميًا صفة "محافظة" من البرلمان العراقي، في خطوة وصفها أهالي المدينة بأنها إنصاف تاريخي واعتراف معنوي لمدينة دفعت ثمناً باهظاً عبر تاريخها.
كانت حكومة إقليم كوردستان قد اعترفت بحلبجة كمحافظة في عام 2013، إلا أن الاعتراف الرسمي من السلطات الاتحادية في بغداد لم يتم إلا بتاريخ 14 نيسان 2025، بعد 12 عامًا من المطالبات والضغوط المستمرة.
ومع هذا التحول الإداري، تتطلع حلبجة إلى جملة من المشاريع التنموية، على رأسها فتح معابر دولية تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز الحركة التجارية.
وفي هذا السياق، صرّح سمكو سالار، قائممقام حلبجة، قائلاً لكوردستان24:
"حتى الآن لا نملك أي معبر دولي، فقط معبران محليان هما بشته وطويله. نؤمن أن تحويل معبر سازان إلى معبر دولي سيكون له تأثير مباشر في إنعاش حلبجة، بل وحتى الإقليم والعراق. نأمل من الحكومة العراقية أن تدعم هذا التوجه بالأفعال لا الأقوال، خصوصًا أن هناك تفاهمًا مع إيران بهذا الخصوص."
وأشار سالار أيضًا إلى أهمية فتح معبر "ملة خورد" في منطقة خورمال، الذي سيضيف بعدًا اقتصاديًا جديدًا للمحافظة.
من جهته، تحدث طاهر شيخ عز الدين، رئيس غرفة التجارة والصناعة في حلبجة، عن آفاق الاستثمار في المدينة بعد تحولها إلى محافظة وقال لكوردستان24 :
"لا شك أن هذا القرار سيعود بالنفع على مختلف القطاعات. من خلال السيطرة على عوائد المعابر، سنتمكن من توجيهها نحو تطوير المدينة. نرى أن قطاعي الزراعة والسياحة هما الأكثر أهمية حالياً، ونحتاج إلى دعم مباشر لإنشاء مصرف زراعي وتحفيز الاستثمارات السياحية، فحلبجة تمتلك مقومات تجعلها وجهة سياحية طوال العام."
الحدود الممتدة لـ 80 كيلومتراً مع إيران تمنح حلبجة موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا. وقد زار مؤخرًا محافظ كرمانشاه الإيراني المدينة لتهنئة سكانها على نيل صفة المحافظة، مؤكدًا أن الحكومة الإيرانية وافقت بالفعل على فتح معبر سازان، بانتظار الخطوة المقابلة من الجانب العراقي.
يعتبر هذا القرار تتويجًا لنضال طويل لأهالي حلبجة، الذين رأوا فيه رد اعتبار لمدينتهم و"أبسط أشكال الوفاء" من الدولة العراقية، كما عبّر عنه الكثير من المواطنين.
حلبجة - كوردستان24