بساتين ديالى تلفظ أنفاسها الأخيرة.. نقص المياه والحرارة المرتفعة يهددان إرثاً زراعياً عمره عقود

أربيل (كوردستان24)- تُعد محافظة ديالى، وخاصة مناطق مثل خانقين، من أغنى المناطق بالبساتين التي كانت لعقود تشكّل رئة خضراء وسلة غذائية مهمة للعراق. لكن اليوم، تعاني هذه البساتين من تهديد وجودي بسبب التغيرات المناخية الحادة، شح المياه، وزيادة المنتجات المستوردة التي أثرت على المردود الاقتصادي للمزارعين.

 

تدهور مستمر في إنتاج البساتين

محمد أحمد، وهو أحد أصحاب البساتين العريقة في خانقين، يروي لـ"كوردستان24" معاناته قائلاً:

"هذا البستان عمره أكثر من 70 سنة، لكنه لم يعد كما كان. نعتمد الآن على مياه الآبار فقط، ومعظم الفلاحين تركوا بساتينهم لأن الإنتاج تراجع بشكل كبير، ولم يعد السوق مربحاً بسبب الفواكه المستوردة."

 

تحول خطير في استخدام الأراضي

بسبب استمرار شح الأمطار، اضطر العديد من أصحاب البساتين إلى التفكير بخيارات قاسية، مثل تجفيف أراضيهم وتحويلها إلى وحدات سكنية أو تجارية، مما يهدد بفقدان الطابع الزراعي للمناطق التي كانت مزدهرة يوماً ما.

 

تحذير بيئي خطير

الناشط البيئي سربست برزو حذر في حديثه لـ"كوردستان24" من أن تدهور البساتين أثر بشكل مباشر على ارتفاع درجات الحرارة:

"خانقين كانت محاطة بالبساتين، وكذلك مركز ديالى. الآن بعد تراجع الغطاء النباتي، نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة مقارنةً بما بعد عام 1975. وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، سنفقد ما تبقى من هذه البساتين."

 

هجرة داخلية وأثر اجتماعي

تراجع الزراعة أجبر مئات العائلات في ديالى على ترك قراها والانتقال إلى المدن، ما يشكل ضغطاً إضافياً على البنية التحتية الحضرية، ويزيد من البطالة والفقر في الأرياف.

بساتين ديالى تقف على حافة الاندثار في ظل الإهمال وتغير المناخ.

ويرى مراقبون أنه اذا لم تُتخذ إجراءات فورية لدعم هذا القطاع الحيوي، فإن واحدة من أقدم وأغنى المناطق الزراعية في العراق قد تتحول قريباً إلى صحراء جرداء، ما يمثل خسارة بيئية واقتصادية وتاريخية فادحة للبلاد.

 

تقرير هريم جاف – كوردستان24 | خانقين

 

 
Fly Erbil Advertisment