انفجار غضب شعبي في بغداد بعد الاستيلاء على المتنزه الوحيد بحي المهندسين

أربيل (كوردستان24)- اندلعت احتجاجات حاشدة في حي المهندسين وسط العاصمة بغداد، عقب تخصيص أراضٍ خضراء كانت تُعد المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة، وتحويلها إلى قطع سكنية وزّعت على أقارب مسؤولين حكوميين نافذين، في خطوة أثارت استياءً واسعًا ووصفت بأنها "سرقة علنية للفضاء العام".
واتهم سكان الحي السلطات المحلية بالتواطؤ مع جهات متنفذة للاستحواذ على المتنزه الوحيد قرب شارع فلسطين، وهو مساحة طالما ارتادها الأطفال والعائلات، قبل أن تُحوَّل فجأة إلى منطقة مغلقة أحيطت بسياج حديدي، وسط غياب تام لأي إشعار رسمي أو تشاور مجتمعي.
شهود عيان أكدوا أن الأرض المقابلة لمبنى وزارة النقل قُسّمت بسرعة لافتة خلال ساعات الفجر إلى قطع سكنية بمساحة 400 متر مربع للقطعة الواحدة، ما عزز القناعة بوجود تنسيق مسبق وتحركات سرية تمّت دون علم السكان.
المحتجون رفعوا لافتات حملت شعارات مثل: "المتنزه ليس للبيع" و"أنقذوا رئة الحي"، مطالبين بتدخل عاجل من أمانة بغداد، وهيئة النزاهة، ووزارة التخطيط، ومعتبرين أن الإجراءات المتّبعة تفتقر للشرعية القانونية والمؤسسية.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر وجود عناصر أمنية ترافق معدات بناء في موقع النزاع، بينما انتشر وسم #حدائق_المتنفذين ليتصدر المنصات المحلية، معبّراً عن رفض شعبي واسع لـ"ابتلاع الفضاءات العامة لصالح محميات النخبة"، وفق تعبير أحد المغردين.
الأزمة دفعت عددًا من المثقفين والإعلاميين إلى التعبير عن غضبهم، إذ كتب الكاتب فلاح الأسدي: "كلما ضاقت بغداد على ناسها، اتسعت على المتنفذين"، بينما علّق الصحفي سيف المالكي قائلاً: "توزيع الأراضي على الأقارب ليس فساداً فقط، بل إعلان نهاية لثقافة المدينة".
وقد شهد موقع الأرض حالات تدافع بين الأهالي والجهات المنفّذة، ما زاد من حدة التوتر، وسط تصاعد القلق من استمرار تآكل الممتلكات العامة وتزايد ظاهرة "الاستملاك الانتقائي" بقرارات فوقية تخدم مصالح ضيقة على حساب الصالح العام.