تصعيدٌ خطير بين ترامب وماسك.. والفضائح على الطاولة

أربيل (كوردستان 24)- في مشهد درامي يتسم بتصاعد التوتر السياسي والشخصي، شهدت العلاقة المتأزمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك انفجارًا غير مسبوق.
بدأت الأزمة بعد مشادة حادة هدد فيها ترامب بإلغاء عقود ضخمة موقّعة مع شركات ماسك، ليرد الأخير باقتراح عزله من منصبه.
ما كان في السابق علاقة قائمة على المصالح المشتركة تحوّل سريعًا إلى صراع مفتوح اشتعل على منصات التواصل الاجتماعي.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تبادل الرجلان الإهانات العلنية عبر شبكات التواصل، حيث بلغ الأمر بماسك أن نشر منشورًا — دون تقديم دليل — زعم فيه أن اسم ترامب ورد ضمن وثائق حكومية تتعلق بالملياردير جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية.
هذا التوتر أدى إلى انهيار تحالف هش كان يجمع اثنين من أكثر الشخصيات نفوذًا في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن يتسبب استمرار هذا الصدام، أو تحوله إلى مواجهة أكثر حدة، في تداعيات سياسية ومالية واسعة النطاق.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فثمة 8 سيناريوهات محتملة يمكن لكل طرف أن يُلحق من خلالها الضرر بالآخر:
أولًا: كيف يمكن لماسك أن يوجّه الضربات لترامب؟
تسخير ثروته ضد ترامب وحلفائه:
بعد أن دعم ترامب سابقًا بأكثر من 250 مليون دولار، يمتلك ماسك القدرة على قلب الطاولة، من خلال تمويل حملات مناوئة تستهدف الجمهوريين.
وقد تجلّى تغيّر موقفه مؤخرًا حين وصف خطة ترامب للسياسة الداخلية بأنها "فظاعة مقززة"، وهاجم زعماء الحزب الجمهوري في الكونغرس عبر منصته "إكس" (X).
استخدام منصته الإعلامية كوسيلة ضغط:
أطلق ماسك استطلاعًا عبر "إكس" سأل فيه متابعيه: "هل حان الوقت لتأسيس حزب جديد يمثل 80% من الوسط؟"، ليصوت نحو مليوني مستخدم، أيد أكثر من 80% منهم هذه الخطوة. كما أبدى تأييدًا ضمنيًا لفكرة عزل ترامب.
إقحام ترامب في فضائح حساسة:
اتهم ماسك، دون تقديم أدلة، إدارة ترامب بالتأخر في الكشف عن وثائق تخص جيفري إبستين لاحتوائها على اسم ترامب، وألمح إلى أن "الحقيقة ستظهر"، وهو ما تلقفه الديمقراطيون سريعًا.
تعطيل مشاريع حكومية حيوية:
أعلن ماسك نيّته إيقاف تشغيل مركبة "دراجون" التابعة لـ"سبيس إكس"، التي تستخدمها "ناسا" لنقل الرواد والإمدادات لمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يتراجع عن قراره لاحقًا عقب ضغوط وانتقادات حادة.
ثانيًا: كيف يمكن لترامب أن يردّ الضربة لماسك؟
إلغاء عقود فيدرالية مع شركاته:
ألمح ترامب عبر "تروث سوشيال" إلى إمكانية إلغاء العقود الحكومية الموقّعة مع شركات ماسك مثل "تسلا" و"سبيس إكس"، والتي تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات دولار موزعة على 17 وكالة.
فتح تحقيقات قانونية وشخصية:
دعا حليفه ستيف بانون إلى التحقيق في الوضع القانوني لماسك كمهاجر، والتدقيق في تقارير عن تعاطيه المخدرات، فضلًا عن اتهامات بمحاولة الوصول إلى معلومات عسكرية سرية.
سحب التصريح الأمني:
بإمكان ترامب — نظريًا — تعليق أو سحب التصريح الأمني الذي بحوزة ماسك بحكم تعامله مع وكالات مثل "ناسا"، ما قد يعرقل أنشطة "سبيس إكس" في المشاريع الفضائية الحكومية.
توظيف صلاحياته التنفيذية ضده:
يتمتع ترامب بسلطات تنفيذية واسعة تمكنه من إصدار أوامر تعرقل مشاريع ماسك، أو توجيه تحقيقات اتحادية نحوه، مستهدفًا مبادرات مثل "وزارة كفاءة الحكومة" ومواقفه السياسية المثيرة للجدل.
مواجهة بلا سقف
من الواضح أن التوتر المتصاعد بين ترامب وماسك تجاوز نطاق تبادل الاتهامات الشخصية، وبات معركة مفتوحة قد تمتد إلى ساحات السياسة والاقتصاد والقضاء.
ومع احتفاظ الرجلين بنفوذ هائل في المشهد الأمريكي، فإن استمرار هذا الصدام ينذر بإضعاف تحالفات يمينية، وتهديد مشاريع تكنولوجية حيوية، وزعزعة توازنات سياسية قائمة.
وفيما تبقى تفاصيل المرحلة المقبلة ضبابية، يبدو أن فرص التراجع عن هذه المواجهة باتت ضئيلة، وأن الصراع مقبل على تصعيد أوسع يتجاوز الخلافات الشخصية إلى تأثيرات أعمق في المشهد الأمريكي.