الجفاف يحوّل الأراضي الزراعية إلى صحراء في أطراف بغداد

أربيل (كوردستان24)- لم يعد أمام المزارع عبد الرحمن سوى خيار واحد: ترك أرضه والهجرة إلى المدينة. بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الزراعة كمصدر رزق، دمر الجفاف ما تبقى من أمله، وحوّل أرضه الخصبة إلى ما يشبه الصحراء.
يقول عبد الرحمن في حديثه لـ كوردستان24، "كانت أراضينا تزرع بالحبوب، الحنطة، الشعير، وحتى القطن... كانت الحياة هنا. لكن الأنهار التي كانت تسقي الأرض جفت، ولم يتبقَ سوى مياه البزل، وهي مالحة ولا تصلح للزراعة. الناس بدأت تهاجر... وأنا أيضاً".
الأزمة لم تقتصر على المزارعين وحدهم. مربو المواشي وأصحاب بحيرات الأسماك وجدوا أنفسهم أيضاً في مواجهة الجفاف، وسط غياب الدعم أو الحلول من الجهات المعنية.
صلاح عبيد، صاحب بحيرة أسماك، يروي تجربته المريرة، "تركنا الزراعة واتجهنا إلى تربية الأسماك منذ 2012 وحتى 2023، لكن تم اتخاذ قرار بإغلاق جميع البحيرات. ذهبنا إلى البرلمان وشرحنا الوضع، لكنه بقي على حاله. أغلقنا البحيرات، واليوم كما ترون، لا يوجد عمل ولا مصدر رزق".
تعيش المنطقة اليوم تحولاً بيئياً واقتصادياً قاسياً، حيث تحولت آلاف الأراضي الزراعية، بملايين الدونمات، إلى أراضٍ قاحلة. في ظل انعدام البدائل وعدم وجود دعم حكومي فعال، يرى الكثير من الفلاحين أن الهجرة العكسية من الريف إلى المدينة هي الخيار الوحيد للهروب من الواقع الصعب الذي يعيشه سكان المناطق الزراعية.
ويستمر الجفاف في التهام أحلام المزارعين، بينما تبقى السياسات البيئية والزراعية غير قادرة على إنقاذ ما تبقى من الأرض… ومن الإنسان.


تقرير سيف علي – كوردستان24 - بغداد

 
Fly Erbil Advertisment