أزمة مياه خانقة في كركوك تدفع سكان حي "كوردستان" إلى الرحيل

أربيل (كوردستان24)- يشهد حي كوردستان في مدينة كركوك أزمة متفاقمة في المياه منذ سنوات، تزداد حدتها في فصل الصيف، مما يدفع بعض السكان إلى اتخاذ قرارات صعبة، منها بيع منازلهم والانتقال إلى مناطق أخرى تتوفر فيها المياه بشكل أفضل.
يقول محمد زينل، أحد سكان الحي، في تصريح لـ"كوردستان24"، "بسبب شحة المياه، عرضت منزلي للبيع. هذا هو واقعنا، لا يمكننا العيش بدون ماء، لذلك قررت الانتقال إلى مكان آخر."
المشكلة ليست جديدة، إذ يعاني الحي من نقص مستمر في مياه الشبكة الرئيسية منذ سنوات.
مؤيد أحمد، شرطي يسكن في الحي منذ عام 2017، يوضح، "أصرف سنوياً أكثر من 300 ألف دينار على شراء الماء عبر الصهاريج. في أغلب الأوقات، أعود إلى المنزل ولا أجد نقطة ماء في الأنابيب."
ولا يقتصر الاعتماد على شراء الماء عبر الصهاريج على مؤيد فقط. فوزية صالح، وهي مواطنة من الحي، تقول، "كل يوم نشتري الماء بالتنكر لأننا مجبرون على ذلك، لا يوجد حل آخر."
أما نسرين عبدالرحمن، فتشير إلى مشكلة إضافية، "الماء الذي نشتريه غير نظيف، لا يصلح حتى للغسيل، لكن لا خيار أمامنا."


سد دوكان وتراجع منسوب المياه
تعتمد كركوك بشكل رئيسي على مياه نهر الزاب الصغير، الذي يتغذى من سد دوكان. لكن انخفاض منسوب المياه في السد من حوالي 7 مليارات متر مكعب إلى 1.7 مليار فقط — وهو أدنى مستوى يُسجل منذ أكثر من 20 عاماً — يُنذر بخطر حقيقي على الأمن المائي في المدينة.
المهندس هيوا رشيد، نائب مدير مديرية مياه كركوك، أوضح في حديث لـ"كوردستان24"، "في السابق، كانت اطلاقات سد دوكان تصل إلى 70 متراً مكعباً في الثانية، لكنها اليوم لا تتجاوز 30 متراً مكعباً، بسبب شح الأمطار وتراجع منسوب المياه. البدائل المتاحة حالياً تشمل حفر الآبار الارتوازية واستخدام المياه الجوفية."


تحذيرات رسمية ومخاوف مستقبلية
محافظ كركوك، خلال اجتماع مع أصحاب أحواض الأسماك، حذر من أن المدينة مقبلة على أزمة مياه غير مسبوقة، خصوصاً خلال شهري تموز وآب.
ويرى متابعون أن أزمة المياه في العراق باتت تشكل تهديداً وجودياً، في ظل غياب التخطيط الاستراتيجي من قبل الجهات المعنية، وسط تحذيرات من أن "الحرب القادمة في العراق قد تكون حرب مياه".


تقرير: هيمن دلو – كوردستان24 – كركوك

 
Fly Erbil Advertisment