سوريا- تحطم "تمثال الشهداء" في حلب يشعل الغضب.. اتهامات وتبريرات

أربيل (كوردستان 24)- سادت حالة من الغضب في مدينة حلب السورية عقب سقوط وتحطم "تمثال الشهداء" الشهير في ساحة سعدالله الجابري، أثناء عملية نقله إلى أحد المتاحف. وأثار الحادث موجة من الاستياء بين السكان والنشطاء، الذين اعتبر بعضهم الواقعة "انتهاكًا لذاكرة المدينة" وشككوا في دوافع العملية.
وبحسب ما أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، فإن الحادث وقع أثناء تنفيذ خطة لإعادة تأهيل وسط المدينة، تضمنت نقل التمثال إلى المتحف بهدف صيانته وحمايته. وأكد الغريب في تصريحات رسمية أن ما حدث "غير مقبول"، متوعدًا بمحاسبة الجهة المنفذة بسبب عدم التزامها بالمعايير الفنية والإجراءات اللازمة خلال عملية النقل.
من جانبها، أوضحت مديرية الآثار والمتاحف في حلب، في بيان، أن نقل التمثال جاء "حفاظًا عليه وعلى قيمته الفنية"، مشيرة إلى أن العملية تمّت تمهيدًا لترميم التمثال على أيدي مختصين. وأضاف البيان أن الساحة ستُخصص مستقبلًا لإقامة فعاليات شعبية وثقافية، خاصة بعد أن أصبح التمثال يحجب جزءًا من الرؤية على الشاشة الكبيرة التي نُصبت مؤخرًا في الموقع.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق لحظة سقوط الجزء العلوي من التمثال أثناء رفعه بكابلات معدنية، ما أدى إلى تحطمه على الأرض، وسط صدمة الحاضرين، وفق ما نقله موقع يورونيوز.
ويمثل "تمثال الشهداء"، الذي نُصب عام 1985 من تصميم الفنان السوري عبد الرحمن مؤقت باستخدام الحجر الحلبي الأصفر، أحد أبرز الرموز البصرية في المدينة، إذ يُخلّد ذكرى الشهداء ويحتل مكانة خاصة في وجدان الحلبيين.
الواقعة أثارت انقسامًا واسعًا بين السوريين؛ إذ انتقد كثيرون قرار نقل التمثال، معتبرين أن تحطيمه كان متعمدًا، خاصة بعد انتشار مقطع مصور قبل دقائق من الحادثة يتحدث فيه شخص مجهول الهوية عن "ضرورة إزالة الأصنام حتى لا يُعبد غير الله"، واصفًا نحات التمثال بـ"المشرك".
في المقابل، نفى محافظ حلب وجود أي دوافع أيديولوجية وراء الحادث، مؤكدًا أن القرار اتُّخذ ضمن مشروع لتحويل الساحة إلى فضاء ثقافي نابض بالحياة، بناءً على "مطالبات من بعض الأهالي"، ممن ارتبط التمثال لديهم بـ"مرحلة مؤلمة" من تاريخ المدينة، حسب تعبيره.
يذكر أن عدة مدن سورية شهدت، خلال السنوات الماضية، حوادث تدمير تماثيل ونُصُب تذكارية تعود لعهد الحكم السابق، فيما عُرفت بعض الجماعات المتشددة بعدائها للتماثيل والمجسمات، وسبق أن دمر تنظيم "داعش" مواقع وتماثيل أثرية في سوريا والعراق خلال فترة سيطرته بين عامي 2014 و2019.