تزايد ظاهرة التسول في بغداد.. أطفال ونساء في مواجهة الفقر وغياب الرقابة

أربيل (كوردستان 24)- رغم أن ظاهرة التسوّل ليست جديدة على الشارع العراقي، إلا أنها باتت تأخذ أشكالًا متعددة، بدءًا من بائعي العلكة والسكاكر، مرورًا بمن يبيعون قناني الماء، وصولًا إلى من يمسحون زجاج السيارات عند إشارات المرور، في مشهد بات مألوفًا في شوارع بغداد الرئيسة، لا سيما في أوقات الذروة.

ورغم اختلاف الأساليب، فإن كثيرًا من هؤلاء يندرجون تحت مظلة "التسول"، التي تشهد تصاعدًا مستمرًا، في ظل تفاقم الفقر والبطالة وتراجع فرص العيش الكريم.

عصام، شاب في العشرينيات، اختار بيع الماء كمصدر رزق يومي.

يقول في حديثه لـ"كوردستان24": "أبدأ عملي من الساعة الرابعة عصرًا وحتى منتصف الليل أو الواحدة صباحًا. دخلي اليومي لا يتجاوز 20 ألف دينار، ومع ذلك تلاحقني الشرطة وتمنعني من العمل، حتى أنني حاولت تغيير المكان، لكن الوضع لم يتغير".

ويشتكي الكثير من الشباب من غياب البدائل وفرص العمل، مؤكدين أن ما يفعلونه لا يخرج عن إطار السعي إلى لقمة العيش، حتى وإن بدا شكله مخالفًا للقانون.

من جانبها، تؤكد الناشطة القانونية إسراء الخفاجي أن الظاهرة تتفاقم، وأن الأكثر تضررًا هم الأطفال والنساء.

وتقول: "نلاحظ ازدياد أعداد الأطفال والنساء المتسوّلين، ومع أن القانون العراقي يجرّم التسوّل، إلا أن الأطفال يُعتبرون مشرّدين وفق القانون، ويتم التعامل معهم بشكل مختلف".

وتضيف: "قانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983، يُجرّم التحريض على التسوّل في المادة 30 منه، ويوجب عقوبات قد تصل إلى سنة واحدة، لكننا لم نرَ تفعيلًا جديًا لهذا القانون حتى الآن".

ورغم خطورة الظاهرة، لا توجد حتى الآن إحصائية رسمية دقيقة تُحدد أعداد المتسولين في العراق، إلا أن بعض المنظمات تشير إلى تجاوز أعدادهم حاجز الثلاثة آلاف، وقد يكون العدد أكبر من ذلك، في ظل غياب استراتيجيات واضحة للحد منها.

ويرى مراقبون أن التسوّل بات مؤشرًا واضحًا على غياب التنمية المستدامة، ونتيجة طبيعية لانتشار الفقر والبطالة، مؤكدين أن ترك هذه الظاهرة دون معالجة سيسبب تداعيات خطيرة على المجتمع، لا سيما على المدى المتوسط.

 

تقرير: سيف علي - بغداد - كوردستان24

 
 
Fly Erbil Advertisment