حرائق واسعة تلتهم آلاف الهكتارات في سوريا وتدفع السكان للنزوح نحو اللاذقية
أربيل (كوردستان 24)- تواصل فرق الدفاع المدني في سوريا، لليوم العاشر على التوالي، جهودها لإخماد حرائق ضخمة اجتاحت مناطق واسعة من ريف اللاذقية، مخلّفة خسائر كبيرة في الأراضي الزراعية والممتلكات، وسط موجة نزوح باتجاه مدينة اللاذقية.
ووثقت كاميرا كوردستان24 من قلب الحدث حجم الدمار الذي تسببت به النيران، والتي التهمت حتى الآن أكثر من 14 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والحراجية، في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي تشهدها المنطقة. وقد وصلت ألسنة اللهب إلى الحدود التركية، ما أثار قلقًا إقليميًا واسعًا.
وفي تصريح خاص لكوردستان24، قال محمد عثمان، محافظ اللاذقية:
"كانت النيران قوية جدًا بالأمس، وانتشرت في منطقة وعرة ووصلت إلى أطراف قرية كسب، لكن بفضل فرق الإطفاء تمكّنا من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى القرى والمنازل المدنية".
وأضاف:
"وصلت فرق الدفاع المدني من دير الزور والرقة والحسكة خلال اليومين الماضيين، وبدأت العمل مباشرة في إطفاء الحرائق، وهناك أيضًا دعم من دول عدة، من بينها العراق، ومن المنتظر وصول مساعدات إضافية عبر مطار حلب من دولة قطر".
الحرائق أسفرت عن إصابات بين المدنيين وأفراد الدفاع المدني، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة في عدد من القرى المتضررة.
وأكد منير مصطفى، مدير الدفاع المدني، لكوردستان24:
"حتى الآن خسرنا أكثر من 15 هكتارًا، ولا توجد وفيات، لكن هناك أكثر من 20 إصابة، وبعض الخسائر في الآليات. وتمكنا من إخلاء المدنيين من 6 قرى طالتها النيران".
ويعيش السكان حالة من الذعر وسط تصاعد ألسنة اللهب، في وقت تعمل فيه الفرق الميدانية على مدار الساعة، رغم صعوبة التضاريس، وامتداد الحريق إلى مناطق يصعب الوصول إليها.
وتؤكد السلطات أن عمليات الإخماد ستستمر حتى السيطرة الكاملة على الحرائق، وسط دعوات محلية ودولية لتقديم دعم عاجل، وتفادي كارثة بيئية وإنسانية أوسع.
وبعد أكثر من ستة أشهر على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، لا تزال سوريا تعاني تداعيات نزاع استمر أكثر من عقد، ومنها مخلفات متفجرة منتشرة في مناطق واسعة من البلاد، كما أن السيطرة على النيران تتطلب إمكانيات غير متوفرة في بلد أنهكه النزاع الطويل.
وتعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات حر شديد وتراجع في الأمطار وحرائق أحراج متكررة، وذلك في سياق ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أفادت في يونيو/حزيران الماضي، بأن سوريا "لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ ستين عاماً".
محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.
تقرير: أنور عبداللطيف – كوردستان24 – سوريا