ذي قار تواجه أزمة تصحر غير مسبوقة تهدد الأمن البيئي والسكاني

أربيل (كوردستان 24)- تعيش محافظة ذي قار أزمة جفاف وتصحر هي الأخطر منذ سنوات، حيث أصبحت الأراضي الزراعية شبه معدومة وغير منتجة، في وقت تشير فيه التقارير الرسمية إلى أن نسبة التصحر تجاوزت 70% من إجمالي الأراضي الزراعية في المحافظة.

ويعزو المواطنون والمختصون هذا التدهور إلى ضعف الإدارة المائية وغياب الحلول الحكومية الجادة.

وقال المواطن موسى الناصري لمراسل كوردستان24: "مشكلة التصحر كبيرة جداً، وأثّرت بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث أدت قلة المياه واختفاء المسطحات المائية إلى هجرة الكثير من العائلات من مناطقها".

من جانبه، أوضح المواطن محمد باقر أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، قائلاً: "الماء أصبح مالحاً، والمجاري أثرت على نوعيته. الزراعة انتهت، والأراضي أصبحت جرداء لا تصلح لشيء".

تحذيرات من كارثة بيئية وإنسانية وشيكة

ويحذر خبراء من أن استمرار التصحر دون تدخل حكومي عاجل قد يؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية، إضافة إلى تفاقم موجات النزوح الداخلي من الريف إلى المدن، ما سيزيد الضغط على الخدمات العامة والبنية التحتية.

وقال حيدر سعدي، رئيس لجنة التصحر والجفاف في محافظة ذي قار، في تصريح لـ كوردستان24: "ملف التصحر والجفاف من أكثر الملفات التي تؤرق الحكومتين المحلية والمركزية. المؤشرات الحالية تنذر بكارثة حقيقية".

وأضاف سعدي: "هناك أكثر من 10 آلاف نازح داخل المحافظة، وهذا رقم كبير مقارنة بباقي المحافظات، ويعكس خطورة هذا الملف. التأثيرات لا تقتصر على الجانب الزراعي، بل تمتد لتشمل الأمن والتغيرات الديموغرافية والاقتصاد، خاصة وأن ذي قار تعد من المدن الزراعية الأساسية في البلاد".

مؤشرات مقلقة ومطالبات عاجلة

تشير آخر البيانات إلى ارتفاع كبير في معدلات التصحر والنزوح السكاني في عموم ذي قار، نتيجة تراجع الموارد المائية وانحسار الغطاء النباتي، ما ينذر بأزمة شاملة تهدد الإنسان والحيوان معاً في محافظة تعاني من شح المياه منذ سنوات طويلة، دون أن تشهد حلولاً ملموسة من الحكومات المتعاقبة.

 

تقرير : حيدر حنون – كوردستان24 – ذي قار

 
 
Fly Erbil Advertisment