في سهل بيتوين... موسم حصاد نادر لأجود أنواع عباد الشمس في العراق

أربيل (كوردستان24)- مع شروق شمس الصباح، ينطلق المزارعون في سهل بيتوين إلى أراضيهم الزراعية وهم يحملون المناجل والسكاكين، لبدء حصاد واحد من أندر وأجود أنواع عباد الشمس في العراق. وسط مشهد تعبق فيه الأرض برائحة الزراعة والمثابرة، تُجمع السنابل يدويًا ثم تُنقل إلى البيدر، حيث تبدأ مراحل التجفيف والتنظيف والتحضير للبيع.
يُعد سهل بيتوين، الواقع ضمن حدود إدارة رابرين، من أبرز المناطق المنتجة لعباد الشمس الربيعي في إقليم كوردستان، لما يتمتع به من أراضٍ زراعية مروية ومساحات واسعة خصبة.
عزير شيخ عارف، أحد المزارعين المحليين، يوضح أن الموسم لم يكن خالياً من التحديات، ويقول:
"رغم الجفاف وقلة الأمطار، حرصنا على زراعة كميات من عباد الشمس. تأخر الري لفترة طويلة أثّر سلباً على بعض الحقول، لكننا تمكّنا من إنقاذ الموسم جزئياً".
عباد الشمس من المحاصيل التي تحتاج إلى مياه كافية، ولهذا ننصح بزراعته فقط في الأراضي ذات مصادر الري المستقرة. ما يميز إنتاج سهل بيتوين هو كبر حجم البذور، ورقة القشرة ذات النوعية الخفيفة، وحلاوة الطعم، وهي عوامل تجعل منه صنفاً لا يُضاهى".
إنتاج محدود... وجودة عالية
هذا العام، تمّت زراعة نحو 1000 دونم من الأراضي الزراعية بعباد الشمس الربيعي، بينما تم تأجيل زراعة المحصول الخريفي نظراً لشح المياه، بحسب توصيات الجهات الزراعية.
أما المزارع بشتيوان منكوري، الذي زرع عدة دونمات بالمحصول، فيؤكد أن جودة عباد الشمس المحلي تفوق المستورد بكثير، ويوضح:
"كيلو واحد من بذور عباد الشمس التي ننتجها يعادل في قيمته الغذائية وجودته عشرة كيلوغرامات من المستورد. نحن نعرف نوع البذور من ملمسها وطعمها، تماماً كما يُميَّز العسل المحلي عن الأجنبي".
ويشير إلى أن السعر الحالي للكيلوغرام الواحد من البذور يتراوح بين 2500 و3000 دينار عراقي، بحسب الجودة.
من الزيت إلى التسالي
رغم أن عباد الشمس كان يُستخدم سابقاً في إقليم كوردستان لاستخراج الزيت، إلا أن محدودية الإنتاج في السنوات الأخيرة جعلته يُخصّص فقط للاستهلاك المحلي كنوع من التسالي المحمّصة.
ويُعرف هذا النوع من عباد الشمس في سهل بيتوين بأنه الأفضل على مستوى كوردستان والعراق، لما يتمتع به من صفات استثنائية، جعلته يحافظ على مكانته رغم المنافسة التجارية من المنتجات المستوردة.
تقرير: أراس أمين – Kurdistan24 – رابرين




