السباحة العشوائية في مشاريع الري.. ترفيه محفوف بالموت في غياب الدولة
أربيل (كوردستان24)- تشهد مناطق عراقية عدة تكرارا في حوادث الغرق خصوصا بين الأطفال والطلبة نتيجة غياب السياجات الوقائية واللافتات التحذيرية وفرق الإنقاذ قرب الأنهار والمشاريع الإروائية. وتدفع ارتفاع درجات الحرارة وانعدام البدائل الترفيهية الكثير من المواطنين إلى السباحة العشوائية في مياه غير مؤهلة.
هنا في هذا المشروع الإروائي الذي أنشئ لسقي الأراضي الزراعية على نهر الاسحاقي في محافظة صلاح الدين، وقعت عشرات حالات الغرق هذا العام وحده. لا سياج يقي ولا تحذيرات واضحة. حادث يتلوه آخر وقصص لا تنتهي عن ضحايا كان يمكن إنقاذهم لو وضعت إجراءات سلامة بسيطة. لكن الغياب الرسمي يتكرر رغم المطالبات.
وقال مواطن من صلاح الدين لكوردستان24، "تحدث هنا حوادث كثيرة، منها حادثة أودت بحياة خمسة أشخاص ماتو غرقا مع سيارتهم، وغرق طفل هنا ايضا كان يبلغ من العمر 16 عاما، لا يمكن ان يكون المشروع بدون سياج ولافتات".
مواطن آخر قال لكوردستان24، "نطالب الحكومة العراقية مجسراً يحمي اطفالنا وهذا ابسط شي، لا يمكن ان نجازف بافلاذ أكبادنا، سيارات تغرق هنا فكيف بالاطفال، ونطالب بتبليط الشارع الثاني ليخفف الزحام عن اطفالنا وعنا وعن السيارات، نطالب بالانارة، خاصة وان المدرسة تبعد مترات قليلة عن هذا المكان".
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب نصف درجة الغليان ومع انقطاع الكهرباء وشح المراكز الترفيهية.. لا يجد كثير من الشباب والأطفال بديلًا سوى مياه الأنهار والمشاريع المائية للهروب من لهيب الصيف. ما يبدو للبعض ملجأ مائيا قد يتحول إلى مصيدة موت خصوصا مع السباحة العشوائية.
وقال مواطن من سكان المنطقة لكوردستان24، "نلجأ الى السباحة في نهر الاسحاقي بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى نصف درجة الغليان، حتى الاطفال وكبار السن يلجأون الى السباحة هنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، خاصة وان الكهرباء شبه معدومة، وهذا ما يتسبب بغرق الكثير من الاشخاص وهم لا يجيدون السباحة".
بدوره قال مواطن آخر، "حتى المسابح الاهلية لا وجود لها هنا، أين نذهب والى من نلجأ؟، المحافظ والمسؤولين لم يقدموا لنا شيئاً، المنطقة منكوبة تماماً".
غير حوادث الغرق ثمة تهديد خفي يتربص بالسباحين في هذه المياه.. الأمراض. مياه الأنهار في كثير من المناطق ملوثة بمياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع الزراعية ما يرفع من خطر الإصابة بأمراض عديدة.
