البطالة تحاصر شباب ذي قار رغم الثروات النفطية والمقومات السياحية

أربيل (كوردستان24)- رغم ما تمتلكه محافظة ذي قار من ثروات نفطية هائلة ومواقع سياحية متميزة، لا تزال البطالة واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً التي تواجه شريحة الشباب، في ظل غياب المشاريع الاستراتيجية وندرة فرص العمل في القطاعين العام والخاص.
ومن بين هؤلاء الشباب، يجوب الشاب علي شوارع مدينة الناصرية يومياً بحثاً عن فرصة عمل، دون جدوى، حيث يقول علي ازهر، عاطل عن العمل في حديث لكوردستان24، "نخرج من الصباح ونبحث عن فرصة عمل، قد نجدها ولكن لاتتوفر اي فرص عمل. رغم وجود الشركات والمشاريع النفطية، لاتوجد فرصة للشباب. الذي اصبح له خمسين عاما متخرج ولم يجد اي وظيفة". 
وتتصدر محافظة ذي قار قائمة المحافظات العراقية من حيث معدلات البطالة المرتفعة، حيث كشفت الحكومة المحلية عن وجود أكثر من 131 ألف شاب عاطل عن العمل في عموم المحافظة، وهو رقم يعكس عمق الأزمة وتفاقمها مع مرور الوقت.
ويقول مسؤولون محليون إن محافظة ذي قار، رغم كثافتها السكانية (رابع محافظة من حيث عدد السكان)، تعاني من غياب البنى التحتية والمشاريع الكبرى، مثل الموانئ والمنافذ الحدودية والمطارات، فضلاً عن غياب بيئة صناعية وزراعية مستقرة، ما يضعف من قدرة المحافظة على توفير فرص العمل.
وفي هذا السياق، قال حيدر سعدي/ مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين لكوردستان24، "نواجه تحدياً كبيراً يتمثل في بطالة الشباب، ونسعى لإيجاد حلول عبر دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص التدريب المهني للشباب الذين لا يمتلكون تأهيلاً أكاديمياً".
وأضاف، "كنا نأمل أن نستوعب جزءاً منهم في الدوائر الحكومية ومراكز التدريب، لكن ضعف التمويل وغياب الدعم المركزي يشكلان عائقاً كبيراً".
ويؤكد مراقبون أن غياب السياحة الدينية والاستثمار الحقيقي في القطاعات الإنتاجية عمّق أزمة البطالة، وترك آلاف الشباب دون مورد مالي يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة، مما يدفع الكثيرين منهم إلى الخروج في تظاهرات مستمرة للمطالبة بحقوقهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ورغم الإمكانيات الاقتصادية التي تمتلكها المحافظة، لا يزال جزء كبير من سكان ذي قار يعيشون تحت خط الفقر، في وقت تتواصل فيه الدعوات إلى تفعيل الاستثمارات وتطوير البنية التحتية وفتح أبواب العمل أمام الطاقات الشابة.


تقرير : حيدر حنون – كوردستان24 - ذي قار

 
Fly Erbil Advertisment