أزمة الكهرباء في الناصرية: معاناة مستمرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة
أربيل (كوردستان24)- يعيش أهالي مدينة الناصرية في محافظة ذي قار أوضاعًا صعبة جراء أزمة الكهرباء المزمنة التي تتفاقم مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. وعلى الرغم من أن أعلى طاقة كهربائية تصل إلى المدينة لا تتجاوز في أفضل الأحوال ساعتين يوميًا، إلا أن هذه الساعتين لا تكونان متواصلتين، إذ تشهدان انقطاعًا متكررًا يصل إلى ثلاث أو أربع مرات خلال نفس الفترة، مما يعني أن إجمالي ما يحصل عليه المواطن من كهرباء فعليًا لا يتعدى نصف ساعة.
ويقول أحد المواطنين لكوردستان24، أن أزمة الكهرباء تؤثر بشكل مباشر على حياة السكان، حيث يجد المواطنون صعوبة في تبريد منازلهم أو تشغيل الأجهزة الكهربائية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 52 درجة مئوية في بعض الأيام. ويعاني الأطفال وكبار السن من الإرهاق الشديد، في ظل غياب البدائل الحقيقية، إذ يعتمد الكثيرون على المولدات الأهلية، التي تفرض أعباء مالية إضافية على العائلات، فضلًا عن الأعطال المتكررة والانقطاع المفاجئ للخدمة.
فيما يقول مواطن آخر أن معاناة أهالي الناصرية لا تتوقف عند انقطاع الكهرباء فقط، بل تشمل أيضًا غياب المناطق الترفيهية والحدائق العامة التي يمكن للعائلات اللجوء إليها هربًا من حرارة الصيف الخانقة. في ظل هذه الظروف، يلجأ البعض إلى مناطق مثل "سدة البدعة"، إلا أن هذه الأخيرة أيضًا تعاني من الجفاف وانعدام المياه.
وعبّر الأهالي عن استيائهم الشديد من تكرار هذه الأزمة على مدى أكثر من عقدين من الزمن، رغم صرف مليارات الدنانير على قطاع الكهرباء، مؤكدين أن المشكلة تتفاقم كل عام دون حلول جذرية أو خطط واقعية لتحسين الخدمة. ووجّه المواطنون رسائلهم إلى الحكومة المركزية وأعضاء البرلمان بضرورة معالجة ملف الكهرباء بشكل جاد، وتوفير الخدمات الأساسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات وازدياد الوعود الانتخابية دون تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
يؤكد سكان الناصرية أن أزمة الكهرباء لم تعد مجرد مشكلة فنية، بل تحولت إلى معاناة يومية تهدد صحتهم وحياتهم الكريمة، وتمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، مطالبين بتحرك عاجل وحلول فعلية بعيدًا عن الوعود المؤجلة.