أحمد ياسين تيمور… صانع الطنبور الذي عاد إلى ديار بكر بعد ثلاثين عامًا من الغربة

أربيل (كوردستان24)- مع انطلاق العملية الجديدة وعودة الاستقرار إلى المنطقة، بدأت موجة من المواطنين الذين هاجروا سابقًا إلى غرب تركيا بسبب الظروف الأمنية والصراعات، بالعودة تدريجيًا إلى مدنهم الأصلية. من بين هؤلاء، يبرز اسم أحمد ياسين تيمور، صانع الآلات الموسيقية البالغ من العمر 47 عامًا، والذي عاد إلى ديار بكر بعد ثلاثين عامًا من الهجرة، ليعيد افتتاح ورشته ويواصل شغفه في صناعة آلة الطنبور.
يحكي أحمد لكوردستان24 عن تجربته قائلاً:
"في عام 1994، حين كنا نعيش في منطقة سور، اضطررنا للهجرة إلى إزمير بسبب الحرب وانعدام الأمان. لم أرغب أبدًا في مغادرة مدينتي، لكن الظروف أجبرتنا. تعلّمت صناعة الطنبور من أخي هناك، وبقي حلم العودة إلى ديار بكر يرافقني طوال سنوات الغربة."
وبعد عودته أخيرًا إلى ديار بكر، واجه أحمد تحديًا كبيرًا عندما تعرض لخسارة كبيرة بعد احتراق معظم آلاته الموسيقية أثناء طريق العودة، حيث بلغت خسارته نحو مليون ليرة تركية.
"رغم الخسارة، لم أتوقف عن العودة. كنت مصممًا على مواصلة مهنتي في أرض الآباء والأجداد. بدعم من الأقارب والأصدقاء، تمكنت من إعادة فتح ورشتي وبدء العمل من جديد،" يقول أحمد بفخر.
ويوجه أحمد ياسين تيمور رسالة لكل من اضطر للهجرة قائلاً:
"أدعو كل من يملك الفرصة للعودة إلى وطنه وأن يسهم في خدمة شعبه وأرضه. اليوم أشعر بالسعادة والفخر لكوني هنا مجددًا."
ويختتم المراسل التقرير بالتأكيد على أن قصة أحمد تجسد إرادة الحياة وحب الأرض، مع نقل رسالته الواضحة:
"الوطن يبقى الأجمل مهما كانت الظروف."
يذكر أن عملية السلام في تركيا، والمعروفة أيضًا باسم "عملية الحل"، هي جهود جارية تهدف إلى حل الصراع الكوردي التركي المستمر منذ عام 1984. أسفر الصراع عن مقتل ما يقدر بنحو 40,000 شخص وتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.
تقرير: ماهر يوكسل – كوردستان24 – ديار بكر

