سيروان بارزاني: البيشمركة كسرت أسطورة داعش وما زالت الفجوات الأمنية تشكل تحدياً في المنطقة

أربيل (كوردستان24)- في مقابلة حصرية مع مسؤول محور الكوير- مخمور، سيروان بارزاني، استعرض لكوردستان24, تفاصيل المواجهة الحاسمة الأولى بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش في أغسطس 2014، وكيف نجحت قوات الإقليم في التصدي لهجوم التنظيم الإرهابي عندما كان في أوج قوته، مؤكداً أن الفجوات الأمنية لا تزال تمثل تهديداً قائماً في المنطقة.

اليوم الذي تغير فيه مسار المعركة ضد داعش

استرجع سيروان بارزاني أحداث السادس من أغسطس 2014، حيث شن تنظيم داعش هجوماً واسع النطاق بعد سيطرته على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، متسبباً في انهيار أربع فرق من الجيش العراقي خلال أيام. وتمكنت قوات داعش من فتح جبهة بطول 1100 كيلومتر، وبلغت مشارف أربيل بعد سيطرتها على مناطق مثل سنجار وكركوك، واقتربت لمسافة أقل من 35 كيلومترًا من عاصمة إقليم كوردستان.

وأوضح مسؤول محور الكوير- مخمور أن تدخّل قوات البيشمركة جاء بأمر مباشر من الرئيس مسعود بارزاني حينها، وتم نشر القوات بسرعة في جبهة الكوير-مخمور. ورغم قلة عدد القوات في البداية، نجحت البيشمركة في التصدي لداعش و"كسر حاجز الخوف الذي أشاعه التنظيم في العراق وسوريا".

وأشار إلى أن 6 أغسطس شهد أول توقف حقيقي لهجوم داعش، وفي 10 أغسطس تمكنت قوات البيشمركة من إسقاط أول علم لداعش في تلك الجبهة، وهو ما اعتبره سيروان بارزاني "نقطة تحوّل لفتت أنظار العالم إلى إمكانية هزيمة هذا التنظيم المتطرف".

فكر داعش لا يزال يمثل خطراً

وعن واقع التنظيم اليوم، أشار سيروان بارزاني إلى أن القدرات العسكرية لداعش تراجعت كثيراً، وأن خلاياه المتبقية أضعف من السابق، إلا أن "الفكر الجهادي المتطرف للتنظيم ما زال يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة إذا ما توفرت له الظروف". وأكد على أهمية التنسيق المستمر بين قوات البيشمركة والجيش العراقي والتحالف الدولي لمواجهة أي عودة محتملة للتنظيم، داعياً إلى ضرورة معالجة جذور الفكر المتطرف، وليس الاكتفاء بالمواجهة العسكرية فقط.

الفجوات الأمنية… تهديد مستمر

وفيما يتعلق بالوضع الأمني على حدود محور الكوير-مخمور، أكد سيروان بارزاني أن هناك تحركات محدودة لخلايا داعش، خاصة في المناطق الوعرة مثل جبل قرة جوخ، لكنها أقل بكثير مما كانت عليه سابقاً. غير أن المشكلة الأساسية بحسب قول سيروان بارزاني تكمن في "الفجوة الأمنية بين نقاط انتشار قوات البيشمركة والجيش العراقي"، حيث تظل هناك مسافات كبيرة غير مؤمنة يستغلها الإرهابيون، خاصة أثناء الليل.

وكشف سيروان بارزاني أنه كان من المقرر تشكيل ألوية مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي لسد هذه الفجوات، لكن العملية تأخرت ولا تزال 70% من الجبهة السادسة مفتوحة أمام التحركات غير المشروعة، مشدداً على أن حل هذه المشكلة يتطلب إرادة سياسية حقيقية وتفعيل التعاون الأمني المشترك.

يظل محور الكوير-مخمور مثالاً حياً على شجاعة وتضحيات قوات البيشمركة في مواجهة الإرهاب، فيما يؤكد مسؤول محور الكوير- مخمور أن المعركة مع الفكر المتطرف مستمرة، وتتطلب تكاتف الجهود الأمنية والسياسية لضمان أمن واستقرار إقليم كوردستان والعراق ككل.

 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment