حصاد التين في طق طق… عمل ليلي شاق هربًا من حرارة الصيف

أربيل (كوردستان24)- في عمق الليل، بينما يغط معظم الناس في نوم عميق، تبدأ حياة مختلفة في بساتين التين بناحية طق طق. هناك، يتهيأ المزارعون والعمال لبدء يوم عملهم تحت جنح الظلام؛ يرتدون القفازات والأحذية، ويثبتون المصابيح على رؤوسهم، استعدادًا لقطف ثمار التين الناضجة.
العمل الليلي هنا ليس رفاهية أو خيارًا، بل ضرورة يفرضها قيظ الصيف القاسي، فالتين فاكهة شديدة الحساسية لا تحتمل أشعة الشمس الحارقة. ولضمان وصوله طازجًا إلى الأسواق، لا بد من حصاده في برودة الليل.
يقول وهاب محمد، أحد أصحاب البساتين، "نبدأ العمل عند منتصف الليل. إذا انتظرنا حتى الصباح، تفسد الحرارة المحصول. يجب أن ننهي الحصاد ونوصل التين إلى السوق قبل الخامسة أو الخامسة والربع صباحًا، وإلا فلن يشتريه أحد."
لكن العمل في هذا الوقت ليس سهلاً؛ فالظلام يحمل معه مخاطر. تقول نوروز محمد، وهي من العاملات، "أخاف من الظلام ومن الأفاعي والعقارب. لم أنم حتى الآن، فبعد العودة من البستان صباحًا تبدأ أعمال المنزل… لا وقت للراحة."
وتضيف العاملة جيمن محمد أن العمل في النهار مستحيل بسبب الحرارة، وأن الثمار تتلف سريعًا إذا لم تُقطف ليلاً.
تشتهر طق طق بإنتاج وفير من التين، إذ يبلغ إنتاجها السنوي نحو ألف طن. يبدأ الموسم في أوائل مايو مع الأصناف المبكرة، ويستمر حتى نهاية يوليو. ويتم تسويق المحصول في أسواق مدن إقليم كوردستان وبقية أنحاء العراق، بينما تحظر وزارة الزراعة في الإقليم استيراد التين حمايةً للمنتج المحلي.
تقرير: أراس أمين – كوردستان24 – طق طق


