بعدسة الأمل.. شاب من حلبجة يتحدى المرض ويوثق جمال الطبيعة بمليوني صورة

أربيل (كوردستان24)- في قلب طبيعة حلبجة الخلابة، وجد الشاب هۆگر حمد، البالغ من العمر 23 عاماً، شغفه وملاذه. فبين جداول المياه والأشجار الوارفة، لا يرى هۆگر مجرد مناظر طبيعية، بل يرى فيها علاجاً لروحه ووسيلة لمقاومة مرض يلازمه، موثقاً بعدسته حكايات لم تُروَ وقصصاً من الجمال لم تكتشف بعد.
هۆگر، الذي يعاني من مرض يزداد تأثيره مع مرور الزمن، وجد في التصوير الفوتوغرافي شغفاً تحول إلى رفيق دائم منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره. بدأ رحلته بكاميرا هاتفه المحمول، قبل أن يتمكن من تحقيق حلمه بامتلاك كاميرا احترافية، بدعم كبير من والدته التي كانت ولا تزال مصدر إلهامه الأول.
يقول هۆگر لكوردستان24: "بدأت التصوير منذ حوالي ثلاث سنوات، وهو ليس مجرد هواية بالنسبة لي، بل هو عالم أجد فيه الطمأنينة والسكينة. طبيعة حلبجة الجميلة هي ملاذي الآمن".
أرشيف ضخم من الجمال والإرادة
على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تتوقف عدسة هۆگر عن التقاط الجمال. لقد نجح في تكوين أرشيف مذهل يضم ما يقرب من مليوني صورة، كلها توثق سحر الطبيعة والحياة البرية والوجوه البسيطة في محافظة حلبجة. وتُظهر هذه الأرقام مدى تفانيه، حيث التقط في إحدى المرات 7,000 صورة خلال ثلاثة أيام فقط في أحد المهرجانات الفنية.
رسالة حب ووفاء
تحمل قصة هۆگر بعداً إنسانياً عميقاً، فهو يرى في كاميرته وعمله رسالة حب ووفاء لوالدته. ويضيف بنبرة مؤثرة: "والدتي لعبت دوراً كبيراً في دعمي، وأجمل صورة التقطتها في حياتي كانت لها. أتمنى أن تبقى هذه الكاميرا وكل صوري بمثابة ذكرى جميلة لها".
وهكذا، يواصل هۆگر حمد رحلته، محولاً كل لقطة إلى صرخة أمل، ومثبتاً أن الإرادة والشغف يمكن أن يحولا أشد الآلام إلى مصدر للإبداع والجمال، ليقدم للعالم أرشيفاً بصرياً فريداً عن حلبجة، وليترك إرثاً من الحب والإصرار.

 

 
Fly Erbil Advertisment