غزة تحت النار: كل دقيقة فاجعة جديدة والموت يتربص بالنازحين

أربيل (كوردستان 24)- تمضي الساعات في غزة مثقلة بالدم والدموع، حيث لا يتوقف عداد الموت عن الدوران. ففي كل دقيقة، يسقط ضحايا جدد، من أطفال ونساء، تحت وطأة قصف لا يعرف الرحمة، فيما تتحول سماء المدينة إلى مصدر دائم للرعب وتتحول شوارعها إلى مسرح لفواجع متكررة.

الطائرات الحربية الإسرائيلية لا تفارق سماء القطاع، وتواصل المدفعية إطلاق نيرانها بلا هوادة، لتضيف كل لحظة أسماء جديدة إلى قائمة الضحايا التي تكبر بشكل مأساوي. المشهد على الأرض فاجعة متكررة: جثامين محاصرة تحت أنقاض منازل تحولت إلى غبار، ومشيعون يودعون أحباءهم في جنازات لا تنقطع.

صرخات الفقد تملأ أروقة المستشفيات. تقول آلاء ماضي، سيدة مسنة وهي تبكي بحرقة بعد أن فقدت ثلاثة من أحفادها: "حرقوا قلبي يما على أولاد ابني، ثلاثة راحوا، ثلاثة مقطّعين". وتضيف في مناجاة يائسة: "إيش أعمل يا الله؟ ويلي يعوّض لي ياهم يما".

مع اتساع رقعة الهجوم، لم يعد أمام العائلات سوى النزوح القسري. آلاف الأسر تركت منازلها شرقًا وشمالًا، هربًا من القصف نحو مجهول أكثر قسوة. نازحة تصف محنتها: "انتُكبنا في دارنا، في سياراتنا، وفي مالنا. كل حياتنا صارت تحت الصفر، وهينا أخريتنا في خيمة، وبنام أنا في الشارع وأنا خايفة".

ويضيف رجل بينما يفكك خيمته استعدادًا لرحلة نزوح جديدة: "قاعدين ننزح من منطقة لمنطقة، ما ظل فيها مجال. انقتلنا من الغبرة، والانفجارات صارت قريبة علينا كثير".

الأطفال هم أكثر من يدفع ثمن هذه الحرب، حيث تُختزل طفولتهم في مشاهد الرعب والفرار. تروي بيان ظهير وهي طفلة بذعر ما عاشته: "كنا قاعدين في البيت، ما استفقنا إلا على الصواريخ. رحنا نصرخ وجينا على ماما، حضنتنا وظلينا نعيط... لقينا الدخنة بوجهنا، انخنقنا، وشفنا كله أشلاء وشهداء ومصابين".

هكذا، بين ركام البيوت ودموع الأمهات، يواصل أهل غزة رحلة البحث عن الحياة وسط موت يتربص بهم في كل لحظة. مشهد يختصر مأساة جيل كامل يعيش تحت القصف، بلا أفق ولا أمان.

 
 
Fly Erbil Advertisment