الكرخ.. من "المنطقة الهادئة" إلى بؤرة تهديد بفعل الجماعات المسلحة
أربيل (كوردستان24)- تُعرف منطقة الكرخ في بغداد بأنها من أكثر مناطق العاصمة هدوءًا واستقرارًا، إلا أنها تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى ساحة قلق أمني، بعدما تسللت إليها مجموعات مسلحة وتجار مخدرات، ما أثار مخاوف السكان على مستقبل أمن أحيائهم.
قوات الأمن العراقية أطلقت حملة واسعة لاعتقال المتورطين، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى شوارع الكرخ. وخلال جولة ميدانية، عبّرت إحدى العائلات القاطنة في المنطقة عن قلقها من تدهور الوضع، مشيرة إلى أن حياة الناس لم تعد كما كانت.
شهادة السكان
آية محمد – من سكان الكرخ: "بصراحة منطقتنا كانت آمنة جدًا، ولم تحدث فيها مشاكل تُذكر. لكن مؤخرًا بدأ يتوافد إليها أشخاص من مناطق أخرى، خصوصًا من جانب الرصافة، بعضهم عشائر وشباب مشاكسون، أدخلوا الفوضى والشجارات إلى حياتنا. نحن سكان مثقفون ومسالمون، لكن الوضع تغيّر".
تصاعد الجرائم
حالات القتل والسرقة والمواجهات المسلحة تزايدت مؤخرًا في الكرخ، الأمر الذي دفع القائد العام للقوات المسلحة إلى إصدار أوامر مباشرة لشرطة الكرخ بتشديد الإجراءات الأمنية، نظرًا لحساسية المنطقة التي تضم منازل كبار المسؤولين ورجال الأعمال في العراق. ويرى مراقبون أن أي اختلال أمني هناك قد ينعكس سلبًا على الوضعين الاقتصادي والأمني للبلاد عمومًا.
رأي أمني
عباس الجبوري – خبير أمني
"أهالي الكرخ مثقفون وواعون، لكن المشكلة أن هناك عناصر غريبة دخلت من الرصافة، وبعض الأحزاب تقف خلفهم. هؤلاء ارتكبوا جرائم قتل وتجارة مخدرات. المطلوب أن تستعيد أجهزة الأمن دورها الحقيقي، بالتعاون مع مجالس الأحياء لمتابعة كل الداخلين ومعرفة خلفياتهم، تمامًا كما كان يحدث في زمن سابق".
شهدت الكرخ خلال سنوات الصراع الطائفي بين عامي 2005 و2012 مواجهات دموية مع أحياء الرصافة ذات الغالبية الشيعية، أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص. ومع انحسار الاقتتال الطائفي عادت الكرخ نسبيًا إلى الهدوء، لكن الرصافة ما زالت حتى اليوم مرتعًا للجماعات المسلحة وتجار المخدرات، ما يجعل المشهد الأمني في العاصمة هشًّا وقابلًا للاهتزاز.