زرع صمامات حية لعلاج أمراض القلب
تنمو مع نمو الرضع والأطفال الصغار والمراهقين

أربيل (كوردستان24)- أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من «مركز ديوك الطبي» (Duke Health) بالولايات المتحدة، ونُشرت في نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي، في مجلة الرابطة الطبية الأميركية (JAMA)، أن عملية زراعة صمامات القلب الحية (living heart valves) التي تنمو بمرور الوقت مع نمو الطفل، تُعد خياراً واعداً ينقذ حياة آلاف الأطفال الذين يعانون أمراض القلب المختلفة؛ خصوصاً العيوب الخلقية، مُقارنة بعملية استبدال الصمامات التقليدية.
من الرضَّع إلى المراهقين
ولتقييم كفاءة هذه الصمامات، تابع الباحثون 19 طفلاً خضعوا لعملية زرع قلب بشكل جزئي في مستشفى ديوك في الفترة من أبريل (نيسان) 2022 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2024. وكان جميعهم قد عانوا من عيوب خلقية أدت إلى فشل الصمامات في القيام بوظائفها. وزُرِعَت صمامات حية لهم، وأيضاً تلقوا أدوية مثبطة للمناعة حتى لا يقوم الجسم برفض الصمامات المزروعة، وخضعوا لفحص روتيني وشامل للكشف عن وجود أي عدوى أو مشكلات طبية قبل عملية الزرع.
وأُجريت العمليات لأطفال من مختلف الأعمار، بداية من الرضع ونهاية بالمراهقين. وفي المجمل كان متوسط السن وقت إجراء عملية الزرع 97 يوماً فقط. كانت نسبة الذكور مساوية تقريباً لنسبة الإناث. واستغرقت العمليات حسب نوعيتها أوقاتاً تتراوح بين ساعتين ونصف و5 ساعات، وبلغ متوسط مدة الإقامة في العناية المركزة والمستشفى بشكل عام 9 أيام و13.5 يوم على التوالي.
قياس نمو الصمامات المزروعة
قاس الفريق البحثي نمو الصمامات المزروعة باستخدام الموجات فوق الصوتية، ووجدوا أن الصمامات في جميع الحالات الـ19 استمرت في النمو مع الأطفال بشكل طبيعي، وحافظت على وظائفها بشكل سليم، دون أن يحتاج أي مريض إلى إعادة العملية بسبب فشل الصمام. وفشل الصمام مشكلة شائعة في عمليات استبدال الصمامات التقليدية.
جرعات أقل من أدوية تثبيط المناعة
أوضح العلماء أن الصمامات الحية تطلَّبت جرعات أدوية مثبطة للمناعة أقل من التي تُستخدم عادة في عمليات الصمامات التقليدية، ما يُعد إنجازاً مهماً للأطفال وأسرهم. وعلى الرغم من وجود حالة لطفل اضطُّر إلى التوقف عن تناول الأدوية المثبطة للمناعة بشكل كامل (بسبب عدوى غير ذات صلة) فإن الصمام الحي المزروع استمر في النمو والعمل بشكل طبيعي.
وقال الباحثون إن حالة الطفل الذي توقف عن تناول الأدوية المثبطة تمنح أملاً في إمكانية الاستغناء عن الأدوية المثبطة للمناعة بشكل نهائي في مثل هذه الزراعات. وفي الأغلب يتم تناول هذه الأدوية مدى الحياة. وهذا أمر بالغ الأهمية؛ لأن هذه الأدوية تسبب آثاراً جانبية خطيرة مع مرور الوقت. وفي حالة نجاح العلماء في تقليل الحاجة إليها، أو حتى الاستغناء عنها تماماً، سوف تكون خطوة كبيرة في جراحات استبدال الأعضاء عموماً.
وأوضح الأطباء أن العمليات المسماة العمليات الجزئية للقلب تقدمت بشكل هائل في فترة بسيطة؛ حيث أُجريت أول عملية زراعة قلب جزئية في العالم في المستشفى نفسه (ديوك) عام 2022، وبعد ذلك أجريت أول عملية استبدال صمام ميترالي حي في العالم (living mitral valve) في فبراير (شباط) من العام الحالي، وهو ما يُعد إنجازاً طبياً كبيراً.
النمط الأمثل لعلاج حالات الرضع
وتُعد عملية الزرع من هذا النمط الحل الأمثل لإصلاح العيوب الخلقية في القلب في الرضع، وذلك لأن عمليات تغيير الصمامات الحالية تعتمد على صمامات متجانسة محفوظة بالتبريد من متبرعين متوفين، وهي غير قابلة للحياة، وبذلك تفتقر هذه الأنسجة إلى القدرة على النمو، ما يُجبر هؤلاء الرضع على إجراء عمليات جراحية متعددة لاستبدالها لاحقاً. ونتيجة لذلك يرتبط استخدام هذه الصمامات بنتائج سيئة ومعدلات وفاة مرتفعة في الرضع.