نتانياهو يعتبر أن قتل قادة حماس سينهي الحرب في غزة

أربيل (كوردستان24)- اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن "التخلص" من قادة حماس سيؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة حيث استمرت حركة النزوح من شمال القطاع مع تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته.
وقدر الجيش الإسرائيلي عدد النازحين السبت بأكثر من 250 ألف شخص، فيما أكد الدفاع المدني في غزة أن عددهم يقارب 68 ألفا فقط.
واتهم نتانياهو قادة حماس بتعطيل الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار في القطاع مرارا.
وقال في منشور على منصة إكس "قادة حماس الإرهابيون الذين يعيشون في قطر لا يهتمون بأهالي غزة. لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار من أجل إطالة أمد الحرب بلا نهاية".
وأضاف "التخلص منهم سيُزيل العقبة الرئيسية أمام الإفراج عن جميع رهائننا وإنهاء الحرب".
وهاجمت إسرائيل الثلاثاء قادة حماس في الدوحة، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطرية.
وتعقيبا على كلام نتناياهو، اعتبر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة السبت أن رئيس الوزراء يمثّل "عقبة" أمام إنهاء الحرب وإطلاق سراح أقربائهم، قائلا إنه "في كل مرة يقترب فيها التوصل إلى صفقة، يقوم نتانياهو بتخريبها".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الاختلاف بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر "لن يغير" الدعم الأميركي لإسرائيل التي سيزورها الأحد.
وصرّح روبيو لصحافيين قبل انطلاقه في رحلته إلى إسرائيل السبت "بطبيعة الحال نحن غير سعداء (بالهجوم)" لكن ما حصل "لن يغير طبيعة علاقتنا مع إسرائيل، لكن سيكون علينا أن نتحدث عنه (وعن) التأثير الذي سيخلفه خصوصا" على الجهود الدبلوماسية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في انتقاد نادر لإسرائيل إنه "ليس سعيدا" بالهجوم على الدوحة.
- تواصل النزوح من مدينة غزة -
في الأثناء، تواصل نزوح السكان من مدينة غزة، أكبر مدن القطاع التي كان يقطنها وفق الأمم المتحدة نحو مليون شخص قبل تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس "انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة الى خارج المدينة حفاظا على سلامتهم".
وحثت الأمم المتحدة وأطراف أخرى في المجتمع الدولي الجيش الإسرائيلي على التخلي عن خطته للسيطرة على المدينة محذّرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية المستفحلة أصلا.
في المقابل، أكّد الدفاع المدني في غزة لفرانس برس إن عدد النازحين من غزة إلى الجنوب يقارب 68 ألفا فقط، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء في حين لا يجد آخرون مكانا يقيمون فيه في الجنوب.
وقال الناطق باسم الجهاز، محمود بصل إن "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة".
وأضاف بصل "الاحتلال اليوم حذّر بعض البنايات، لكنه استهدف منازل أخرى لم يتم تهديدها، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة العديد من الجرحى".
وأشار بصل إلى أن أكثر من 6000 مواطن أصبحوا "مشرّدين" بلا مأوى نتيجة استهداف القوات الإسرائيلية منازلهم السبت.
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون تمكّن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
من جهته، قال المدير العام لمستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية لفرانس برس، إن حركة النزوح لا تزال مستمرة داخل مدينة غزة من الشرق إلى الغرب.
وتابع "هناك عدد قليل ممن خرجوا إلى جنوب قطاع غزة لعدم توفر أماكن في غرب مدينة غزة.. حتى أولئك الذين يفلحون في الفرار إلى الجنوب غالبا لا يجدون مكانا للإقامة، فمنطقة المواصي ممتلئة تماما ودير البلح مزدحمة أيضا".
وأضاف أبو سلمية أن كثيرين عادوا إلى مدينة غزة بعدما فشلوا في تأمين مأوى أو خدمات أساسية في ظل الوضع الكارثي.
- "الجنوب ليس آمنا" -
وقال بكري دياب (35 عاما) الذي كان نازحا من الشمال إلى غرب مدينة غزة، وقد نصب خيمته في مواصي خان يونس في جنوب قطاع غزة "القصف مستمر هنا أيضا، فالجنوب ليس مكانًا آمناً كما يدّعي الاحتلال.. كل ما فعلوه هو دفع الناس للتكدّس في أماكن بلا مقوّمات حياة، بلا خدمات.. وبلا أمان أيضا".
وأفاد الدفاع المدني في القطاع بمقتل 32 فلسطينيا منذ فجر السبت في عمليات قصف إسرائيلي، غداة إعلانه عن مقتل 50 شخصا على الأقل في مختلف أنحاء القطاع المحاصر والمدمّر جراء الحرب المستمرة منذ 23 شهرا.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح خلال الحرب مرات عدة.
ومساء السبت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة إكس إن "الإعصار يستمر في ضرب غزة. تم تدمير برج الإرهاب +برج النور+، ويُطلب من سكان غزة الإخلاء والنزوح جنوبا".
أسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردت الدولة العبرية بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 64803 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في الهجوم.
AFP