رئيس الوزراء يدقُّ جرس بدء العام الدراسي الجديد في إقليم كوردستان

أربيل (كوردستان 24)-قرع رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، صباح اليوم الأحد 21 أيلول 2025، جرس بدء العام الدراسي الجديد 2025-2026، مُعلناً انطلاقه رسمياً من مدرسة (دمدم) الابتدائية في مدينة زاخو.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، توجه رئيس الحكومة بتهانيه الحارة لجميع التلاميذ والطلبة والمعلمين والمدرسين وأولياء الأمور في عموم كوردستان، معرباً عن أمله في أن يكون عاماً حافلاً بالنجاح والإنجاز.
كما خصّ رئيس الحكومة أولياء الأمور بالشكر لدعمهم مسيرة أبنائهم التعليمية التي تضمن بناء مستقبل مشرق للوطن، مؤكداً ثقته بأن أطفال اليوم هم قادة الغد الذين سيحملون راية التقدم.
وأشاد بشكل استثنائي بالكوادر التدريسية، معرباً عن امتنانه العميق للمعلمين الذين وصفهم بأنهم نماذج للمواطنين المخلصين والوطنيين، مثمناً صمودهم وتفانيهم في أداء رسالتهم التربوية رغم كل الصعوبات والمشاق.
وتعهد بأن الحكومة ستواصل دعمها الكامل لهم لضمان حصولهم على كافة حقوقهم، والعمل على تعويضهم عن المصاعب التي مروا بها، متطلعاً إلى مستقبل قريب تنتهي فيه الأزمات بشكل تام.
وتزامن الحدث مع الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس إدارة زاخو المستقلة، حيث هنأ رئيس الحكومة أهالي المدينة بهذه المناسبة، مشيداً بالتقدم الملحوظ الذي شهدته المدينة بفضل جهود أبنائها ومسؤوليها.
واستذكر تاريخ زاخو بوصفها منارة للوطنية والمقاومة، أنجبت أبطالاً دافعوا عن أرض كوردستان. وكشف عن حزمة مشاريع خدمية جديدة للمدينة تشمل افتتاح مستشفى للأطفال، وإقامة معرض دولي، وتدشين المرحلة الثانية من كورنيش زاخو.
وفي الشأن التربوي، سلّط الضوء على الإنجاز التاريخي المتمثل في رقمنة جزء كبير من بيانات النظام التربوي والتعليمي في الإقليم، مما يمثل نقلة نوعية تتيح للإدارات المدرسية اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية دقيقة.
وأشار إلى وجود برامج إلكترونية أخرى قيد الإعداد لدمج الطلبة، واصفاً هذه التطورات بأنها نموذجية على مستوى المنطقة، مبيناً أن الجهود الحكومية أسفرت خلال السنوات الماضية عن بناء أكثر من 200 مدرسة وتأهيل نحو 2000 أخرى، مع استمرار العمل لتوسيع البنية التحتية التعليمية.
وفي ختام كلمته، وجّه رئيس الحكومة دعوة مباشرة إلى المعلمين والتلاميذ الطلبة والأهالي لترسيخ قيم الوطنية وحماية البيئة، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من المناهج التعليمية والتربية المنزلية، كما شدد على ضرورة بناء علاقة صحية بين الطالب والمعلم، تقوم على المحبة والاحترام المتبادل، من أجل بناء جيل واعد يقود كوردستان نحو مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً.
وهذا نص كلمة رئيس الحكومة مسرور بارزاني:
نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي الطلبة، وأساتذتي الأفاضل المحترمين،
أبارك لكم ولجميع أبناء شعب كوردستان بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026، متمنياً أن يكون عاماً مليئاً بالنجاح والسعادة للطلبة وأولياء أمورهم ومعلميهم. كما أوجّه خالص الشكر للأمهات والآباء الذين يضحون ويحرصون على إرسال أبنائهم إلى المدارس من أجل مستقبل مشرق لشعبنا، ولي كل الثقة أن هؤلاء الأبناء سيكونون قادة الغد الذين يقودون وطننا نحو مراحل أفضل.
وأتقدم بوافر الامتنان لمعلمينا الكرام الذين، رغم كل الصعوبات وقلة الموارد والتأخير في الرواتب، واصلوا أداء رسالتهم التعليمية ولم يسمحوا أن يتوقف التعليم أو أن يُحرم طالب من دراسته. هؤلاء المعلمون المخلصون يمثلون نموذجاً حقيقياً للتفاني والوطنية. وآمل أن تنتهي الأزمات قريباً وأن يحصل جميع الموظفين، وبخاصة المعلمين، على كامل حقوقهم المستحقة، فيما تواصل حكومتنا العمل لتذليل الصعاب وردّ الجميل لجهودهم.
أيضاً، في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى تأسيس إدارة زاخو المستقلة، أهنئ جميع أهل زاخو، متمنياً دوام التقدم لمدينتهم التي لطالما كانت في طليعة النضال والتضحية، وقدمت أبطالاً دافعوا عن كوردستان والعراق. واليوم باتت زاخو مثالاً للنهوض والإعمار، ونموذجاً مشرقاً على مستوى الإقليم والعراق والمنطقة. ونحن مستمرون في تنفيذ المشاريع الخدمية فيها، من افتتاح مستشفى الأطفال، إلى المعرض الدولي، مروراً بالمرحلة الثانية من كورنيش زاخو الذي أصبح واحداً من أجمل الأماكن في كوردستان.
التعليم في وطننا حاجة أساسية، والأهم منه هو تربية الطلبة وتنمية وعيهم. وهنا لا بد أن أثمّن جهود معالي وزير التربية وكوادر الوزارة والمعلمين الذين عملوا بلا كلل من أجل الارتقاء بالمستوى التعليمي، وقد تحقق بالفعل تقدم ملموس وإصلاحات كبيرة. من أبرز الإنجازات أيضاً رقمنة الكثير من البيانات التعليمية، بحيث باتت متاحة إلكترونياً أمام المعلمين والإدارات لاتخاذ القرارات العلمية بسهولة. كما نعمل على تعزيز ربط الطلبة بالأنظمة التعليمية عبر المنصات الإلكترونية، وهو ما سيكون له أثر بالغ على مستوى التعليم في كوردستان، ليصبح نموذجاً يحتذى في المنطقة.
خلال السنوات الماضية، شُيّدت أكثر من 200 مدرسة جديدة، وتمت صيانة وتجديد نحو ألفي مدرسة في مختلف أنحاء الإقليم، وما زلنا بحاجة إلى المزيد. ورغم محدودية الإمكانات، فإن حكومتنا ستواصل بناء المدارس والمراكز العلمية وتقديم الدعم للطلبة والمعلمين.
أتمنى لكم عاماً دراسياً مليئاً بالنجاح، وأن تبقى كوردستان عامرة متقدمة، وأن يواصل التعليم فيها التطور. كما أهيب بالمعلمين والطلبة وأولياء الأمور أن يجعلوا من التربية الوطنية وحماية البيئة جزءاً أصيلاً من العملية التربوية في المدارس والبيوت، فبلادنا غالية مقدسة، وهي ثمرة دماء الشهداء وتضحيات المناضلين.
وفي الختام، أدعو إلى أن تكون العلاقة بين الطالب والمعلم قائمة على الاحترام والمحبة لا على الخوف أو الإكراه، وأن يحترم الطلبة معلميهم وذويهم، وفي المقابل يواصل المعلمون والآباء دعم أبنائنا ليبذلوا قصارى جهدهم في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولوطنهم.
مرة أخرى، أبارك لكم جميعاً، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.