تقرير يكشف هدراً بمئات المليارات في بابل بسبب مشروع استثماري وهمي
أربيل (كوردستان 24)- كشف تقرير صادر عن مكتب بابل عن واحدة من أكبر قضايا الهدر المالي في المحافظة، حيث تحوّل مشروع استثماري وُصف سابقاً بأنه "نقلة نوعية" في مجال الزراعة والثروة الحيوانية بناحية الطليعة جنوب بابل، إلى مشروع وهمي لم يتجاوز حدود الورق.
المشروع الذي أُبرم عقده مع شركة عربية عراقية على مساحة تجاوزت 12 ألف دونم، كان من المفترض أن يضم مصنعاً للألبان، ومركز أبحاث، وأحواضاً لتربية الأسماك.
لكن تلك الوعود بقيت حبراً على ورق، فيما حصلت الشركة على إعفاءات ضريبية وجمركية لسنوات، ما كبّد خزينة الدولة خسائر تُقدّر بنحو 400 مليار دينار.
وبحسب مصادر محلية، فإن المعدات والأشجار وحتى الحيوانات التي دخلت البلاد باسم المشروع أعيد بيعها في السوق السوداء بعيداً عن الهدف المعلن، الأمر الذي أثار استياء الفلاحين الذين عبّروا عن خيبة أمل كبيرة، واعتبروا ما حدث صورة واضحة للفساد وهدر المال العام.
تصريحات رسمية وشعبية
النائب في البرلمان العراقي أمير المعموري قال في تصريح لـ كوردستان24:
"اليوم وصلنا إلى مرحلة متطورة من الفساد، كما لاحظتم في هذا المشروع على أرض مساحتها 12 ألف دونم في ناحية الطليعة. الأرض أُجرت لشركات وهمية، والعمل كله وهمي. هذه الشركات أدخلت مواد ومعدات تقدَّر قيمتها بـ400 مليار دينار، بينها معامل وأجهزة ومكائن للأعلاف ومحولات كهربائية وأعمدة، إضافة إلى مواد بناء، لكنها لم تُوظف في أي نشاط فعلي."
أما المزارع علاء الحميري فقد عبّر عن استيائه قائلاً:
"عندما سمعنا بالمشروع تمنينا خيراً، واعتقدنا أنه سيحل الأزمات التي نعيشها، لكنه تبيّن أنه وهمي ولا يخدم المواطن ولا الفلاح. ندعو مؤسسات الدولة لمتابعة مثل هذه القضايا وأن تكون المشاريع حقيقية تخدم المواطن، وتساهم في مواجهة التصحر الذي ضرب العراق وأضعف مستويات الإنتاج."
تساؤلات بلا إجابة
وبقي المشروع مثالاً صارخاً للفساد، حيث ذهبت أموال الدولة هدراً دون عودة، فيما يظل غياب الرقابة والمحاسبة مطروحاً كسؤال جوهري: من سيحاسب المقصرين في ظل هذا الصمت الحكومي؟
تقرير : عمار محمد - بابل – كوردستان24
