ترامب يمهل حماس حتى ليل الأحد للقبول بخطته لغزة أو مواجهة "الجحيم"

تصاعد الدخان إثر غارة إسرائيلية على مدينة غزة (فرانس برس)
تصاعد الدخان إثر غارة إسرائيلية على مدينة غزة (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى العاشرة من ليل الأحد بتوقيت غرينتش، للقبول بخطته المدعومة إسرائيليا لإنهاء الحرب في غزة، محذّرا من "الجحيم" في حال رفضتها.

وأتى ذلك في يوم أكد قيادي في حماس أن الحركة الفلسطينية ما زالت بحاجة لبعض الوقت لدرس الخطة التي يفترض أن تنهي حربا مستمرة منذ عامين، أسفرت عن دمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع حيث قتل 49 شخصا على الأقل بنيران إسرائيلية الجمعة، وفق الدفاع المدني.

وتنص الخطة التي أيدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب.

وقال الأخير في منشور على منصة تروث سوشال إن أمام حماس "حتى السادسة مساء الأحد بتوقيت واشنطن" للردّ، بعدما كان أمهلها  الثلاثاء "ثلاثة إلى أربعة أيام" للقبول بالخطة التي رحبت بها دول عربية وإسلامية وغربية.

أضاف "اذا لم يتم إبرام اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، ستفتح كل أبواب الجحيم على حماس، كما لم يرَ أحد من قبل".

ورأى أن معظم مقاتلي الحركة "مطوّقون ومحاصرون عسكريا، في انتظار أن أعطي أنا الاذن لتتمّ إبادة حياتهم سريعا. أما بالنسبة الى الآخرين، نعرف أين أنتم ومن أنتم، وستتم مطاردتكم وقتلكم".

وكان قيادي في حماس أفاد قبل مهلة ترامب، بأن الحركة تواصل التشاور بشأن المقترح المؤلف من 20 بندا.

وقال القيادي الذي فضّل عدم كشف هويته إن الحركة "ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج لبعض الوقت".

من جانبه أعلن عضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال في بيان "بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات... وسوف نعلن موقفنا من الخطة قريبا"، مضيفا "قررنا مناقشة الخطة الأميركية من منطلق الحرص على وقف حرب الإبادة ووقف المجازر الإسرائيلية المستمرة".

وكان نتانياهو أعرب خلال مؤتمر صحافي مع ترامب في واشنطن الاثنين عن دعمه للخطة، مؤكدا أنها "تحقق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكك القدرات العسكرية لحماس، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجددا تهديدا لإسرائيل".

وكان مصدر فلسطيني مقرّب من قيادة حماس أفاد فرانس برس الأربعاء بأن الحركة "تريد تعديل بعض البنود" مثل البند المتعلق بنزع السلاح وإبعاد كوادرها والفصائل الأخرى من القطاع.

- لا وجود لمكان آمن -

على الأرض، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجمعة إن مدينة غزة تتعرض لقصف جوي ومدفعي كثيف متواصل.

وأضاف المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بأن 31 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة غزة، من بين 49 أحصى الجهاز مقتلهم الجمعة في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني.

وأشار الى أن القصف يحول دون تمكن فرق الاسعاف من انتشال جثث لا تزال في شوارع مدينة غزة.

ولم تتمكن فرانس برس من الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع هجوما جويا وبريا على كبرى مدن القطاع أجبر مئات الآلاف على الفرار.

وبسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى أجزاء واسعة من القطاع، لا تستطيع فرانس برس التحقق بشكل مستقل من التفاصيل أو أعداد الضحايا التي يقدمها الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني.

ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، متحدثا عن إجبار الفلسطينيين على النزوح على نحو متكرر في حين أن "الحصول على الغذاء والماء ما زال محدودا".

وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أُمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة، وأن المناطق التي حددتها لهم في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت".

ولاحظت منظمة العفو الدولية أن تصعيد إسرائيل هجومها على مدينة غزة تسبَّبَ بـ"موجة نزوح جماعي كارثية".

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين، وكثير منهم سبق أن هُجروا مرات عدة، يُجبرون على النزوح إلى "مناطق مكتظة في الجنوب... تفتقر إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى والبنية التحتية اللازمة للحياة".

- إبعاد ناشطي "أسطول الصمود" -

ومع اقتراب الحرب من إنهاء عامها الثاني، وخسارة مزيد من الأرواح واتساع الدمار، انتقدت التظاهرات التي نُظمت في مختلف أنحاء العالم في الأيام الأخيرة اعتراض إسرائيل "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة بهدف كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وإيصال مساعدات.

وأعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة أن إسرائيل اعترضت الجمعة آخر سفنه، وذلك على بُعد حوالى 40 ميلا بحريا من غزة.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها طردت الجمعة أربعة ناشطين إيطاليين كانوا على كتن سفن الأسطول و"الآخرون بصدد الطرد".

وقدرت إسرائيل أن أكثر من 400 ناشط كانوا على متن سفن الأسطول.

وجاء اعتراض آخر سفينة بعد ساعات من مع تنظيم متظاهرين حول العالم مسيرات أدانوا فيها التحرك الإسرائيلي.

تظاهر أكثر 200 ألف شخص في أنحاء إيطاليا الجمعة بدعوة من كبرى النقابات، دعما لـ"أسطول الصمود" وتنديدا بموقف حكومة جورجيا ميلوني إزاء الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وأدّى إضراب عام مفاجئ ردا على اعتراض إسرائيل لأسطول المساعدات، واعتبرته السلطات غير قانوني، إلى تعطيل حركة النقل رغم تأمين حدّ أدنى من الخدمات.

اندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل ما لا يقل عن 66288 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment