مبعوثان لترامب يزوران مصر للبحث في الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة

أربيل (كوردستان24)- توجه مبعوثان لدونالد ترامب السبت الى القاهرة للبحث في الافراج عن الرهائن في غزة، غداة إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على القيام بذلك في إطار مقترح تقدم به الرئيس الأميركي لوضع حد للحرب مع إسرائيل المتواصلة منذ قرابة عامين.

ورغم دعوة ترامب إسرائيل لوقف القصف "فورا" عقب موقف حماس، واصلت الدولة العبرية شنّ ضربات أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا السبت وفق الدفاع المدني.

وقال مسؤول في البيت الأبيض السبت إن صهر ترامب جاريد كوشنر وموفده الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف غادرا الى مصر لوضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتزامن توجه الموفدين مع تحذير ترامب حماس من أنه "لن يتهاون مع أي تأخير" في تنفيذ خطته الهادفة لإنهاء الحرب.

وكتب ترامب على منصته تروث سوشال "على حماس التحرك بسرعة والا كل الأمور قد تحدث. لن أتهاون مع أي تأخير، وهو ما يعتقد كثيرون أنه قد يحصل، أو أي نتيجة تشكّل غزة بموجبها خطرا من جديد... لننجز هذا الأمر سريعا".

في غضون ذلك، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر أمني رفيع المستوى تأكيده "تحرك وفدي إسرائيل وحماس لبدء المحادثات في القاهرة غدا وبعد غد للتباحث حول ترتيب الظروف الميدانية لعملية التبادل لجميع المحتجزين والأسرى طبقا لمقترح (الرئيس الاميركي دونالد) ترامب".

وتدعو خطة ترامب التي أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنها تحقق أهداف الدولة العبرية، لوقف الحرب وإطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيل تدريجا من غزة، ونزع سلاح حماس والفصائل على ألا تؤدي دورا في الحكم، وأن تتولى إدارة القطاع هيئة تكنوقراط تُشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه.

وردا على المقترح، أعلنت حماس الجمعة "موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب"، مؤكدة "استعدادها للدخول فوراً" في مفاوضات لبحث تفاصيل ذلك.

وتعقيبا على موقف الحركة، رأى ترامب أن حماس  مستعدة "لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إطلاق سراح الرهائن بسرعة وبأمان".

وأعلن مكتب نتانياهو أن إسرائيل "تستعد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من الخطة لإطلاق سراح جميع الرهائن".

وقال منتدى الرهائن وعائلات المفقودين في بيان "إن مطلب الرئيس ترامب بإنهاء الحرب فورا أساسي لتجنب تعرض الرهائن لأضرار خطرة ودائمة"، مناشدا نتانياهو بدء التفاوض "فورا".

- ضربات مكثّفة في مدينة غزة -
وعلى رغم الدعوات لوقف القصف، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن إسرائيل شنّت عشرات الضربات على مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك مدينة غزة.

وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لفرانس برس "ارتفعت حصيلة الشهداء جراء القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم الى 57 شهيدا بينهم 40 في مدينة غزة".

وكان بصل أفاد صباح السبت إن "الوضع خطير جدا في مدينة غزة" بعد "ليلة عنيفة جدا، نفذ خلالها الاحتلال عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي".

وقال مدير إدارة الدعم الانساني في الدفاع المدني في غزة محمد المغير لفرانس برس إن "القصف الاسرائيلي على غزة ما زال في الإطار ذاته والحدة نفسها. ما زالت الغارات الاسرائيلية متواصلة والقصف الجوي والمدفعي أيضا".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة... البقاء في هذه المنطقة يشكّل خطرا كبيرا". وأضاف "قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال تُطوّق مدينة غزة"، داعيا السكان الى عدم العودة إليها.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش انتقل إلى التموضع الدفاعي في غزة بعد اتصال ترامب، على الرغم من أن الجيش لم يؤكد ذلك لوكالة فرانس برس.

وبسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى أجزاء واسعة من القطاع، لا تستطيع فرانس برس التحقق بشكل مستقل من التفاصيل أو أعداد الضحايا التي يقدمها الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني.

- تفاؤل وتظاهرات -
لقيت الأنباء عن احتمال تحقيق اختراق نحو وقف الحرب ردود فعل متفائلة في قطاع غزة حيث بلغت الاوضاع الانسانية الكارثية حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في آب/أغسطس.

وقال سامي عدس (50 عاما) المقيم في خيمة قرب مستشفى الشفاء "هذا يوم فرح، يوم عظيم، تعبنا وانهارت قوانا... أفضل شيء ان الرئيس ترامب نفسه أعلن وقف النار ولن يستطيع نتانياهو أن يفلت هذه المرة".

لكن آخرين كانوا أكثر حذرا.

وقال محمود أبو شمالة (49 عاما) الموجود في المواصي بجنوب القطاع "وقف الحرب حلم تمنيت تحقيقه.. منذ عامين واسرائيل تدمر كل شيء، قتل ومجازر وتدمير فوق الأرض وتحت الأرض وعربدة لا مثيل لها في التاريخ".

أضاف "القلق والخوف موجود لدينا بأن اسرائيل ستأخذ الأسرى المحتجزين في غزة ثم تخرِّب الاتفاق... أعتقد أن إسرائيل لن تلتزم" به.

وأثارت تطورات الجمعة ردود فعل دولية متفائلة، بما في ذلك من قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك من قطر ومصر والأردن.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن المنطقة امام "فرصة حيوية... لوضع حد بصورة نهائية للمجزرة والمعاناة في غزة".

الى ذلك، شهدت دول أوروبية تتقدمها إسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، تحركات حاشدة دعما للفلسطينيين.

تظاهر مئات آلاف الأشخاص بحسب المنظمين في روما السبت، وهتفوا "كلنا فلسطينيون" و"الحرية لفلسطين".

كما تظاهر عشرات الآلاف في برشلونة الإسبانية خلف لافتة حمراء كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة السلاح مع إسرائيل".

اندلعت الحرب إثر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وخطف إبان الهجوم 251 شخصا، ما زال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي.

وأسفرت الحملة الإسرائيلية العنيفة عن مقتل ما لا يقل عن 67074  فلسطينيا، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

AFP

Fly Erbil Advertisment