في كهف كرفتو التاريخي: إحياء الذكرى السنوية الأولى لتسجيل "عيد مهرجان" عالميًا ودعوات لضم الكهف لقائمة اليونسكو

أربيل (كوردستان 24)- في احتفالية ثقافية وفنية بهيجة، أقيمت في موقع كهف كرفتو الأثري بالقرب من مدينة ديواندره بمحافظة سنندج بشرق كوردستان(ايران)، مراسم رسمية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإدراج "عيد مهرجان" الكوردي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي الإنساني.
وقد توافد المئات من المواطنين والنشطاء الثقافيين والفنانين من مختلف أنحاء كوردستان للمشاركة في هذا الحدث الذي تضمن فقرات متنوعة من الرقص الكوردي التقليدي والموسيقى الحية، عاكسًا عمق ارتباط الشعب الكردي بتراثه العريق.

احتفاء بالتراث ودعوة للمستقبل
يُعد "عيد مهرجان"، الذي تم تسجيله رسميًا العام الماضي، واحدًا من أقدم وأهم الأعياد في الثقافة الكوردية، حيث يُحتفل به في بداية فصل الخريف شكرًا لـ"مهر" أو "ميثرا" (إله النور والمحبة والعهود في المعتقدات القديمة). ويرمز العيد إلى موسم الحصاد وجني المحاصيل، كما يحمل دلالات أعمق كانتصار الخير على الشر وتجسيدًا للعلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة.
ولم تقتصر الفعالية على الاحتفال بالعيد فقط، بل شكلت منبرًا للمطالبة بخطوة تاريخية أخرى، حيث دعا منظمو الحفل والنشطاء الحاضرون إلى ضرورة تسجيل كهف كرفتو نفسه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وفي هذا السياق، قال الناشط الثقافي داوود بورمُحَمَّد: "كهف كرفتو مسجل منذ زمن على المستوى الوطني، لكننا نسعى لتسجيله عالميًا. الكثيرون لا يعلمون بوجود كهف بهذا الحجم، المكون من أربع طبقات، بين مدينتي ديواندره وسقز".
يُعتبر الكهف موقعًا أثريًا فريدًا وشاهدًا على استيطان بشري يمتد لآلاف السنين، بالإضافة إلى كونه وجهة سياحية ذات أهمية كبرى.

مشاركة فنية واسعة
شهدت الاحتفالية مشاركة واسعة من الفرق الفنية وفرق عزف الطنبور التي قدمت من محافظات أورمية، سنندج، كرماشان، إيلام، همدان وزنجان، في لوحة فنية عبرت عن الوحدة الثقافية الكردية.
فهروخ یادگاری، المشرف على إحدى فرق الطنبور المشاركة، قال: "نحن نولي احترامًا كبيرًا لثقافتنا وفنوننا وتراثنا القديم. نشارك اليوم بمجموعات كبيرة من العازفين من مختلف المناطق الكردية للحفاظ على هذا الإرث".
من جانبها، أكدت الناشطة الثقافية سرگوڵ مرادی على أهمية هذه الفعاليات قائلة: "هذا العمل يساهم في تعريف المدن الأخرى، بل والشعوب الأخرى، بالثقافة الكردية. هذا الصرح الذي نقف أمامه، كهف كرفتو، يعود تاريخه إلى عشرات آلاف السنين".
وتستمر هذه الاحتفالات في تسليط الضوء على كنوز كردستان التاريخية والثقافية، مع أمل متجدد في أن يحظى كهف كرفتو بالاهتمام العالمي الذي يستحقه، ليُضاف إلى قائمة التراث الإنساني الخالد.

